مبارك عليكم السنة الجديدة

[سعود الروابة]

لم اعتد الكتابة والخوض في هذه المواضيع التي دائما ما تربكني وتزعجني، ولكن ثقافة المجتمعات الأخرى التي بدأت تتولد في نفوس اخوتي المسلمين أجبرتني على الكتابة، واجبرتني على أن أقول لهم hppy new year اخواني المسلمين، في الواقع سأحطم من ذاتي واكتب لكم، سانتقم من نفسي وأقول لكم «ضاع عام آخر من أعماركم وأنتم تحتفلون فيه»، الذي زاد من اصراري على كتابة هذا الموضوع، هو الموضوع الذي قرأته للأستاذ محمد الخليل في جريدة الشرق، وعندما كتبه في العيد وتكلم فيه عن بعض الأشخاص الذين يلومون على العيد أي عيد الأضحى أو عيد الفطر السعيد ويصفونه بأنه مصدر لحزنهم، لبعدهم عن أهلهم وأقاربهم، الذي يثير دهشتك هو ان تجد الأشخاص ذاتهم محتفلين الآن بعيد رأس السنة، ويرسمون لهذه الاحتفالات شر الرسومات وسيئها، لماذا هذا الانتقام وممن تنقمون، تأكدوا أنكم تنتقمون من أنفسكم وترمون بها إلى التهلكة، لم اطلب منكم حربا أو قتالا مع هذه المجتمعات، بل اطلب منكم ومن نفسي ان نراجع أنفسنا لما فطناه في هذا العام. بل نحاول اصلاح الأخطاء التي ارتكبناها، ونحاول مسحها نهائيا من حياتنا، أنا اعتقد بأنها فرصة لمن تكللت حياته بالأخطاء والعثرات لبدء حياة جديدة خالية من الشوائب، ربما يكون هذا العام هو العام الأخير من حياتك فمن منا لا ينتمني أن يختتم حياته كما اختتمها الرسول الكريم وصحابته رضوان الله عليهم، فلنتذكر رسولنا الكريم عندما تكلم في حجة الوداع وقال ربما تكون حجتي هذه هي حجة الوداع، ونحن من المفترض ان نقول ربما عامنا هذا هو عامنا الأخير من حياتنا، فهلموا اخوتي في الله لنترك هذا العام بما حمل ولنبدأ الحياة بحلتها الجديدة، بابتسامة جديدة فنحن من يصنع السعادة والعكس ليس صحيحا، فكم تكون سعيدا عندما تجد نفسك نظيفا صالحا، بل كم تكون سعيدا عندما ترى أولادك يحاولون ان يرسموا طريقهم كما رسمته لهم، فتخيل نفسك في أرذل العمر وترى أولادك يفعلون ما كنت تفعله، بالتأكيد ستختلف النتائج من شخص إلى آخر، فمن عاش حياته في الملاهي الليلة ويحتفل بمناسبة وبغير مناسبة، سيُخلف لأولاده هذه الملاهي، ولا يحق له أن يلومهم لأنه هو قدوتهم فبمن يقتدون اذاً. أما من عاش حياته حياة طبيعية هادئة جميلة سيحصد الخير نتاجا لما فعله في حياته، وكما يقولون «الوردة لا تخلف الشوك»، فلنحتفل كل يوم ولنبتسم كل يوم ومن يمنعنا من ذلك. ولكن بالطريقة التي نرضى عنها من أعماقنا، فمتى كان شرب المسكرات مصدرا للسعادة ومتى كان المال مصدرا للسعادة، فلو قارنا أنفسنا بالمجتمعات «الهابي نيورية» سترجح كفتنا بالتأكيد، فكم منهم مات منتحرا رغم توافر كل الأشياء التي يتمناها المرء، ولكن ألا نلاحظ أنه اختصر حياته في أعوام قليلة، لأنه لم يترك شيئا في حياته إلا ومارسه وبالنهاية ينتحر ويخلف ملايين الدولارات لكلبه المدلل، بينما نحن نتشبث بالحياة ربما لأننا نريد ان نكسب عددا أكثر من الحسنات، وفي نفس الوقت تجدنا لا نخشى الموت ولا نهابه، لأن الإيمان يولد الاطمئنان.

لم اكتب هذا الكلام كرها في المجتمعات الأخرى ولكن يعلم الله أنني كتبتها حباً فيكم وحباً في الإسلام، ولأنني أتمنى لكم ما أتمناه لنفسي ولأي مسلم وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار، وللأسف الآن وأنا اكتب هذا الكلام وصفني أحد الاخوة المسلمين بالعنصري، ولكني لا اعتقد بأنني كتبت كما يكتبون هم، ولا اعتقد بأنني وصفتهم كما يصفوننا هم، ولم الاحظ أي عنصرية في كتابتي، فكل الذي كتبته دعاء وأمنيات واجبة على كل شخص يحب اخوته وأبناء دينه، واخيرا لا يسعني إلا أن أقول كل عام وأنتم بسعادة وغفر الله لي ولكم.


جريدة الشرق القطرية تاريخ النشر:يوم الجمعة ,11 يَنَايِر 2008 .