ضِلعانِ في صَدْرِ الحَبيبةِ كُسِّرَا
يا كَاسِرَ الأضلاعِ كَسِّرْ أَكْثَرَا
فَتِّتْ عِظَامَ صَلَابَتِي حَتَّى تَرى
كيفَ الرَّميمُ يعودُ حُلوًا سُكّرا
تَمْتَاحُ منهُ الأرضُ مَا تَحْيَا بِهِ
يَنْشَقُّ عَنْه الدربُ زَهْرًا أَحْمَرَا
يَبْدُو على وجهِ الخَلِيقَةِ طِفْلَةً
خَجْلَى عَلَى أُذُنٍ تُعَلّقُ عَنْبَرَا
وإذا تَنَاثَرَ في الفضاءِ بَيَاضُهُ
حَمَلَتْهُ أَنْسَامُ الصَّبَاحِ وَسَافَرَا
نَحْوَ السماءِ هناكَ قَدْ فُتِنَتْ بِهِ
شَمْسٌ فَكادَتْ أَنْ تَمِيلَ إلى الوَرَا
قُلْ لِلْمَسَافَاتِ البَعِيدَةِ إِنَّنِي
بَدْرٌ على عَرْشِ القُلُوبِ تَأمَّرَا
قَدْ طَافَ مِنْ قَبْلُ المُتَيَّمُ حَوْلَه
وَأَطَالَ فِي زَمنِ القِيَامِ وَكَبَّرَا
أَوَمَا ذَكَرْتَ جوابَ قَلْبِي مَرَّةً
لَمَّا ارْتَجَيْتَ إِلَى جِهَاتِي مَعْبَرَا؟
اُعْبُرْ إليَّ فما هُنَا مِنْ رَاغِبٍ
يُهدَى الطريقَ وَلَوْ تَلبَّثَ أَعْمُرَا
إِلَّاكَ يَا شَوْقًا تَعَاظَمَ قَدْرُهُ
لَكِنَّهُ كِبَرًا طغى وَتَجَبَّرَا
أَفْنَيْتَ عُمْرًا بالأكاذيبِ التي
أَهْوَتْكَ من جناتِ وَصْليَ مُنْكَرَا
ولقد ظَنَنْتَ بِأَنَّ فِعْلَكَ قَاتِلِي
وِبِأَنَّ سَهْمًا من لسانِكَ أَنْذَرَا
بِالمَوْتِ لِلرُّؤْيَا وَأَحْلَامِ الصِّبَا
يا سَاذجًا خَلَقَ الفرَاغَ وَثَرْثَرَا
أَتَظُنُّ أَنَّكَ عندما أَهْمَلتَنِي
نَبَذَتْنِيَ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ أَثْأَرَا!
أَنَا فِي انْحِنَائِي غُصْنُ تِينٍ بَاسِمٌ
لَوْ أَقْفَرَ المَحْلُ الرِّحَابَ لَأَثْمَرَا
أُمْسِي سَلَامًا لَا يُخَالِطُ صَفْوَهُ
إِلَّا البَيَاضُ بِجَانِبَيهِ تَنَثَّرَا
مَا كَانَ مِنْ عُقَدِ المَوَانِعِ أُسْمِحَتْ
أَوْ كَانَ أَعْسَرَ فِي زَمَانِكَ أَيْسِرَا