
يا جسدَ خَيباتي ..يا أعيادَ هَزائمِي النَّكراء .. يا تاريخاً مُنذُ أَن وُلدَ وأنا أحفرُ بيَداي قَبرُه.. أوَ ترحُلُ هكَذا بكُل بَسَاطة.. تتَركُني على قَارعةِ طُرقِكَ التي أَضاعَتني .. تتَركُني أقرأُ الفناجين.. أسألُ السماء, أسألُ الأرض, أسألُ أيامَنا الراحلة . كوخنا المتهالك , شهد كل شيء , شهد أنانيتك وتصلطك المُتصابي , وغرورك الناقص , وشعورك بالنقص الذي لا يكتملُ إلا بي , لا تكملني ولا تتوجني إلا ملكة حُزنك وبؤسك , ولستُ أدري إلى اللحظة مالذي جاء بي إلى هنا ,وما الذي يبقيني؟ أيّ الأقدار تتحكم بي ؟أتعلمُ أني تتلبسني كراهيتك ,كراهيةُ السويعات والأيام والأسابيع والشهور , ثم تحتلني جيوشُ حنيني إليك وإلى حادثات عابرات شممتُ فيهن رائحة الورد والنصر , تدمرت أبجدياتي أصبحتُ أمية الألفِ والباء , بل تحولت إلى مجنونة ...ألفُ على نساء القرى أناشدهن قصتي, أحيَرهن معي , هن كـ الفراشات يحمن حول النار , أما أنا - فراشةٌ ساذجة لا تهابُ النار , خبأتُ جناحي المحروق عن عيونهنَ المُتطفلة , أين أنا من هذا يا جهلي يا جهلي يا جهلي أوَ كنتُ أسخرُ منهن قبل أيام ؟ ! يا جهلي هل أناديك أم أنه حظي ما أوصلني إلى كل هذا؟
ألا تعلم أني , رسمتك لوحة بأثمن ألواني ,رسمتُك بعيناكَ الغائرتين , بكل ملامحك , بكل ملاحمك ....أدينُ ذاكرتي بها .. لوحةُ ُ متكاملة عنونتها بسنة من عمري! سنةٌ لا تعريف لها في تقاويمِ الأعوام , سنةٌ أهلكتني بسُخريتها مني , منذُ بدأت تكيلُ لي الـ.. لالا لم تكِل لي شيئاً , أنا بخير يا أصحاب أنا أتماثلُ الشفاء , أنا أصحو من جديد , أنا حرة حرة حرة نعم حرة لا أحد سيسخرُ مني بعد الآن , أنا أنثى لكن لستُ ضعيفة كما يقولون أنا أقوى من كلّ نساء الأرض ورجالهنَّ , أنا أصحو الآن ... إسمعني جيداً .. هنا ثورتي أنا , هنا صحوتي أنا , هنا لافتةٌ كبرى أحملها بكلتا يداي أرفعها , مكتوب عليها ...إرحَل. نعَم إرحل ..
.
.
.
لا لا ترحل ..
\
\
بل مُت وهيّا أنا وأنت نقبرك , فأنا لغيرك فرَدتُ يدا الترحيب ..
و ذبحتُ الولائم , وأشعلتُ أضواء المدينة التي أطفأت فيها الفوانيس..
.
فأنا طفلةُ عامٍ جديد , و سأزرعُ الورد على قبرك , وسأغني !
مُشاركة أولى تُرحبُ بالنقد ..