/
/
في خطوة عمياء الا من بصر ::-
سئمت رموشي تتصارع مع بعضها لإختيار احداهن لرسم الشاطي ومن حوله في لوحة اكثر غموضاً في رؤية كاتبها، وبينما كنت افاضل بين بنات عيني اخترت احداهن الاكثر طولا وجمالا ، جذبتها برفق من اطرافها دون وجع وأغمستها في بحيرة سوداء.. ورغم قلة الالوان الفاتحه .. استطاعت ان ترسم لي صورة اكثر حرفة بإستخدامها والاسود والرمادي في صفحة تبدو اكثر اشراقا بخسوفها ، فأخذت ترسم لي مشهدا يتحرّك في صورة ساكنة وما اصعب رسم المشاهد المتحركه عند سكونها.
كان المشهد لعروس بحرٍ خرجت الى الشاطي وصخوره كديكٍ رومي يحاول التقاط آخر حبوبه المتناثرة بدقة،
قلت حينها ما بالها الاشياء تنأى عن يدي .. وددت لو اجمع اكبر قدر من الحبوب ثم انثرها امامها مثل فلاح يودع تركتة في ارض مباركه، عاكفا في رجوعه الى الخلف بإنحناءة تَهَبه سقوطا ابديا .. يتعثر عند رجوعه الى الخلف، يتعثر الديك معه ويسقط على جناحه خوف الانكسار.
مع الخروج الازلي للريشة يخرج البؤبؤ من طرفها ويسبح المسافر في البحر بخيالاته دون شراع وبين زوابعٍ لا تكف عن الدوران يصاب بصداع الشاطيء فيرسل امنية الى الغيم في وسط البحر .. اريد هدوء اعصار يرميها مجددا على الطين لتهرع بين اشجار صدري باحثة عن حبوب ...
يطرق الصداع خيالا ابعد وتضل الغيم طريقها .. تمضي والحبوب على الارض.. يحتفظ صاحب الريشة بذاكرة الشاطي وحبوبة في ورق ابيض لا ينبت سوى رموشا اخرى تتصارع مجددا .. تنفض الغبار في وجهه ..ثم يعطس أنثى ..يغمى عليها .. وتسقط في احلامها رغبة البحث عن حبوب .. تركض الى الشاطي فتمحي بزوبعتها ملامح ومكان سقوطها الاول ..
تتهادى في مشيّة اشبه بما قبلها ثم ترسل عيناها الى الرمل .. الى شفتي .. الى وجهي .. الى صدري .. فلا تجد الا حبّة غرسها خالي بعناية فائقه ربما اراد منها تجسيد شيئا من طفولتي .. الا ان تلك الحبة فضّلت ان تسيل الى الداخل لتشكل لها اوردة قاتمه تمدني بالصبر والحبر حتى تلطّخ اسمي واصبحت شاعرا تنام به الذكرى وتصحى منتصف كل ليل باحثة عن شاطي آخر.
خ