-] عَنِّيْ مِنِّيْ [- - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 587 - )           »          فواصل شعرية ( 3 ) العيد (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : فهد ضيف الله البيضاني - مشاركات : 21 - )           »          الانجذاب الأخير "هجين من القصة والشعر والخاطرة" (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          الوقوف مبكراً على الناصية (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75372 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 164 - )           »          ارتعاش في جوف الصمت. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3 - )           »          العُتاةُ على العُروشِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          ادعوهم بأسمائهم (الكاتـب : عبدالإله المالك - مشاركات : 0 - )           »          من خطواتهم نعرفهم! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-27-2009, 04:39 PM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي -] عَنِّيْ مِنِّيْ [-


هأنا ذا في محلٍّ رفيعٍ عالٍ ، في غرفةٍ تُحيط بي كتُبي من كلِّ جانبٍ ، على نافذةٍ تُطِلُّ على السماءِ ، السماءِ فحسْب ، حيثُ أنني أقربُ إليها من الكثيرين حولي ، أشعةُ الشمسِ أقسَمتْ أن تدُخلَ ، إما هيَ و إما أثرُها ، و ما حيلةُ المضطرِّ إلا ركوبُ الأسِنَّة .
ألْزَمُ الأرْضَ جلوساً ، و طاولةً أرضيَّةً استخداماً ، بعد أن غادرتَ مقعداً مكتَبِيَّاً لا بأسَ به ، ففيه نوعٌ من الطُهْرِ ، إذْ لم يُمَسَّ بسوءٍ ، و قد كان لصيقاً حَسَنَ المعْشَرِ ، و طاولةً فخْمةَ الشكلِّ ، بُنِّيَّةَ اللونِ ، تسْحرُ الناظرين .
تركتُ تلكَ كلَّها ، مؤقتاً فقطْ ، لأن الحرفَ هو هو لن يتغيَّرَ ، سواءً كُتِبَ على طاولةٍ فخمةٍ اشتُرِيَتْ بمبالغَ طائلةٍ ، و على ورقٍ فخمٍ أبيضَ من ثلجِ قُطْبِ الشمالِ ، و بقلمٍ غالٍ يلمعُ بريقُه ليراهُ مَنْ بَعُدَ كما يراه مَنْ قَرُبَ ، لا يتغيَّر لأنه حرفٌ أبجديٌّ ، و لكن يتغيَّرُ المكتوب و المضمونُ .
نفسي ، هنا ، ترتقبُ أُفُقَ سماءِ الوجودِ ، التي أراها بعيني و تلك التي أراها بقلبي و روحي ، لأستقبلَ غيثها الساقطِ من عُمْقِها على أرضٍ ، ذاتِ أنواعٍ شَتَّى ، ليخرُجَ منها زرعٌ مختلفٌ لونه و طعمه و ريحه ، و كلُّ إناءٍ بما فيه ينضَح ، و كلُّ أرضٍ بما تملكُ تمنَحُ ، و أتأمَّلُ السماءَ لأستخرجَ كنزاً من أعماقِ أرضِ النفسِ و ما حَوَتْهُ من أسرارٍ لم ينتهضِ العقلُ إلا لكشفِ قليلٍ .
لا شيءَ يُزعجُ سوى أن الجوَّ فيه برودةٌ ، و من رغِبَ الاعتلاءَ أصابَه بردُ الاختلاءِ ، و لكنَّ برْدَ نجدٍ ، و رياضها بالتحديد الدقيقِ ، ليس كسائرِ البرْد ، فجوُّها لا وسطيَّةَ فيه ، و الأرضُ تمنحُ الإنسان منها كثيراً ، و قد قيلَ : المدن كالبشَرِ .
سنحتْ لي هذه الفرصة ، و الفُرْصَةُ إن لم تُسْتَغلَّ تكون غُصَّةً ذاتِ قَرْصَةٍ ، فارْتَأيْتُ أن أكتُبَ شيئاً ( عنِّيْ مِنِّيْ ) ، لا سيرةً ذاتيةً ، فلا أستعملها إلا لاكتسابِ أمرٍ يهمُّني في دُنيايَ ، و أما في الاهتمامِ الفكري فلا يكتُبُها إلا من سارتْ الرُّكبَانُ بذواتِ أخبارهم في آفاقِ المشارقٍ و المغاربِ ، و أما أنا فلست إلا واحداً من الناسِ يكتبُ كما يكتبون ، و لا يُذكرُ كما يُذكرون ، و إنهم لَعُظماءُ إذْ ذُكروا في المحافلِ فتاهَ فيهم كلُّ فاضلٍ .
فليستْ سوى خاطرةٍ عن نفسي أكتبها بين الفينةِ و الفَيْناتِ ، و الفَيناتُ طويلاتٌ مُغدقاتٌ أو مُمْحلاتٌ ، فبجودِ السماءِ يكون العطاءُ .
أكتبُ ذِكراً لأُذْكرَ بعْد حين ، فرُبَّ قائلٍ يقول في حنينٍ و أنينٍ : رُمِقَ رَمَقُ الحرفِ ههنا ، فلا برْقَ يُبدي سناه ، و لا أثرَ يُجَلِّي سُراه .
فهنا أكتُبُ أنايَ ، أو بمعنى آخرَ : أكتبُ ما يَحكيني ، أو بمعنى ثالثٍ : أكتبُ فقط ، إما أن أكتُبَ من نفسي عن نفسي ، أو من غيري شبيها بنفسي ، أو ما يروقُ لي فكراً و عقلاً و ثقافةً ، ذا عُمْقٍ دِلاليٍّ .
سألني محبٌّ من بلادٍ بعيدةٍ : مَنْ أنتَ ؟
كان سؤالهُ صدمةً ، فهو يعرفني و يقرأ لي ، فكيف يجوزُ له أن يسألني .
فأجابَ عن تساؤلي : من تكونُ نفساً و ذاتاً ؟
فأجبتُهُ : أنا شخص تعلَّم و جرَّب ، و قلَّبتْه دُنياه شيئاً مَّا ، فيحكي من عُمقِ نظرةٍ منه لحاله و زمانه ما يكبُرُه بسنين .
طبعاً لستُ كبيراً مُسِنَّاً ، و لكنني قلبتُ القلبَ لأنه متقلِّبٌ في الأصلِ ، فكنتُ معه على نفسِهِ .

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:36 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.