.
.
.
.
.
.
براءة ٌ من تلك الأمنيات الطيبات ِ,
وتلك النوايا الجليلة .. !
أقسم أن لن تَبيت هذه الصحائف فارغة بعد ذلك,
مادام في كبدي الضجيج !
مادام أزرق الحبر الطهور يعربد في دمي ,
يستجدي الخائفات من الأحرف في منافي الصدر ,
وأرتال من الحزن الأليف !
* * * *
براءة ٌمن صرير الصناديق القديمة التي لاحرس لها ,
تلك التي تنفث في الذهن ثوانٍ طوال !
ومن رائحة الكلام الجميل الذي تعفن بأقاصى القلب ,
ف خمّرته من بعدي السنونُ على هيئة "مواعظ ذهبية" ,
براءة ٌ من الدجل المُباح في حضرة البياض
ذاك الذي يوصلني لهامة الإنفصام الأعلى وأهبط من بعده سعيدا , ثم أبكي !
من خطيئة تبذير حَسن الظنون من شُّح المخزون ,
و وسواس الفجر القهري ,
من قبلة الظهيرة تلك التي تلطخها أميال الشمس ويعنونها الغبار ,
ومن تمتمة القهوة السوداء في حُمرة الأفول !
و من ..
.
.
.
براءةٌ مني أنا ,
من حيث كنت ُ ومن حيثُ أتيت !
* * *
ياالله ..
ساعدني أن لا أتفوه بالسخط ِ عند نافلة البكاء ,
أو في الذيل الأخير من الفجيعة !
ساعدني أن لا أحرض ظلماً
أو أن أفتري على الفرح الذي تُنبته الأيام رويدا ً في شحوب أجزائي !
خُذ بروحي رجاءا !
فإنك قد علمت منذ أن بدأتُ بسرد كآبتي
لمحتقن الحرف ومشاءٌ بحنين ..!
ساعدني كي أقطع هذا البث المُبهم للشكوى
لتنام الخليقة في أمنٍ وفي خير وفير ..
كي أنسى كل مسألة مرّت في سُهاد الروح عابرةٌ
ولم ينته بها حل ٌ لوجه فقيدتي
أو نهاية عُظمى لهذا الزفير ..!
كي أعيش كبقية الإنس حين يُقامرون بنصف خزائنهم من الحب المُحلّى
ويزدادوا لأنفسهم مع كل رمية للحظ أنصافا ً وأنصافا ً جدا ً ثقيلة !
كي أحظى بقبلة غير ذي دنس ,
لاتدونها الملائكة في السجل العلوي ك خطيئة !
كي أدخن بحضرة إمرأة تجيد كسر الأقفال العتيدة
وصياغة أنباء العالم بكلمات ٍ أقل !
كي أتحدث بحنجرة شبيهة بلكنة البسطاء ,
وأن أكتب كلاما جميلا يُنهك العقول دونما عطب ,
ولايُترك في الأوراق سُدى ...
وكي تفهم تلك المرأة النزّاعة للهجر ,
أنها أول نائحة قد غص بها الصدر
وغرغرتي الأخيرة !!
ساعدني ياربي ..
لم يبق من الشكوى سوى أجزاء قليلة ..
.
.
" براءة من تلك الأمنيات الطيبات ,
وتلك النوايا الجليلة "