الجزء الرابع

الجزء الرابع
"ضباب"
...............
كل شيئ أحيل إلي ظلام .حالك ..
لم تعرف كم مر عليها الوقت وهي نائمه في تلك الغرفه البارده
جسدها يرتعد
وأسنانها تصطك من شده البرد
جاءها أحدهم
كان رجل في أواخر العشرنيات ..يرتدي بذله سوداء
ملامح وجهه ...وهيئته
تؤكد أنتمائه الى أحد الدول الاوربيه
نظر اليها
كانت تجلس القرفصاء
وتنظر اليه بعينين خائفتين
تستجديانه أن يدعها وشأنها
أبتسم أبتسامه مغروره قبل أن يقول
بعربيته الركيكه :
مش تخافي يا حلو ..انا مش أأذي أنت !
كشرت حاجبيها بأستغراب من لهجته
وقالت وحروفها المرتجفه تكاد لا تخرج من بين شفتيها :
انتو مين وعايزين مني أيه
نظر اليها ,,,وقال : انتى حلو كتير ..يا سمر
كشرت حجبيه وبدأ قلبها ينتفض من الخوف
قال وهو يمد يرفع يديه في الهواء مهدئ أياها
مش تخافي من انا ...!
انا أسمي سام مدليتون
تقدم نحوها وهو يمد يديه لمصافحتها
ازدادت في الانكماش وهى تجلس القرفصاء وتخفي راسها
بين قدميها
تمتم :تؤتؤ ...شكل انت خايف اوى منى
حينها يطل احدهم تبدو على ملامحه الحزم
وعلى تجاعيد وجهه اعوام عمره السبعه والستين
نظر الى سام الذي تنحنح وتنحى جانباً
خدجه ذاك الرجل بنظرات حاده قبل أن ينظر لسمر
أتخذا كرسيا ..وهو يقول ..: لا بأس سمر لا تخافي
هذا سام ..صحيحاً انه فضوليٌ جدا ولكنه لطيف ..
أنا أسمي الفريد جيك
رئيس هذه المنظمة
لن نؤذيك أبداً ولا نحتجزك هنا رغم أرداتكِ
نحن نعرف كل شيئاً عنكِ
طفولتك ..
التى قضيتها في حواري الوراق ..
وقصة أتهامك بقتل أحد الفتيات في الحي
وقصه ..تصميمك لبعض الأشكال بعلب القمامه ,,وأبتكارتك للألعاب جديده وجعل الجميع يلعبها معك...!
وأيضا تفوقك الغير عادي في المدرسه
وخروجك منها لزوجك صلاح الذي هو بعمر والدك
وايام شقائك معه
كل شيئ عنك يا سمر ..نعرفه ..كل شيئ !
أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت بأستغراب : بس ازاي .؟!
وليه عايزين تقتلوني ..!
و......
قاطعها سيد الفريد قائلا : اوه عزيزتي يبدو أن الأمر قد أختلط عليكِ
نحن لسنا من حاولنا قتلك نحن في حقيقه الأمر نريد ..حمايتك
تنهد بعمق قبل أن يقول : هذا ما أردتك أن تعرفيه الأن
يجب عليكِ العوده
لقسم الشرطه
لأخبارهم ..انك قد أستطعتي الفرار منا
لا نريد أن نترك ورائك أي أثر يُقتفى أو أي مشاكل لذلك يجب أن تعودي
خاصه لذلك الشاب الذي قد يلفقون لها أتهام بمحاوله قتلك
حيث أنه من السهل فعل هذا عليهم ليغلقوا القضيه !
هذا ما يجب أن تعرفيه في الوقت الحالي ..
" أحست سمر أن رأسها يدور ..لم تستطع أن تفهم كل هذا ..
هتفت به قبل أن يخرج : بس أنا مش قادره أفهم حاجه
انتو مين ..؟!
وعايزين مني أيه ..وازاي عرفتوا كل الحجات دي
عنى ,,.,وهتسبوني أمشي من هنا بكل سهوله ..طيب ما كنتو سبتوني من الاول
ليه جوا الافلام دا يعنى ...ومنظمه ايه دي . وبعدين لما تطلعوني من هنا مش يمكن
أتقتل .,..وطالما أنتو عايزين تحموني قتلتوا الشرطه ليه
نظر اليها سيد الفريد واردف قائلا :
سنراقبك ولن ندع أي مكروه يصيبك ..
مهمتك الان فقط ..ان تذهبي الى مركز الشرطه
لتغلقي القضيه ..وبالنسبه لذلك الشاب ..
عليكي أن تطمئنيه ..وحاولى أقناعه الا يبحث عنكِ ثم وبعد خروجك من القسم ..
ستعودين الينا سنكون بأنتظارك..بالتأكيد ..لا يمكنك ..العيش في منزل السيده صفيه
لـأن ورثتها أستولوا عليه ..!!
انا أسف لأننى أبلغتك ذلك ..
قالها وهو يدير ظهره ليخرج
أستشاطت سمر غضباً وقالت : هو لوى دراع يعنى ..اوعي تفتكروا أن هأمّنلكم أكتر من الشارع
انا أصلا شحاته ..وأقدر أعيش في أي حته
قال سام بسرعه : سمر ..مستر الفريد مش يقصد كدا خالص .!!!
احنا بنحاول نحمي أنتى بس
التفت لها السيد الفريد ..: انا اؤكد لكِ بأنكِ ستحبين العيش هنا ..
سنحقق لكِ كل ما كنتي تتمنيه !!نحن نختاركم بعنايه شديده
ولا يمكننا التفريط في أي منكم أبدا .
ليس بتلك السهوله قالها وخرج بسرعه
خلع سام ..معطفه ..ووضعه عليها
لم تستطع أن ترفضه فقد كانت تتجمد ..
نظر اليها سام ..وقال :
سمر مش تخافي ..احنا هنهميكي ..
قالت : بس انا مش عارفه انتو مين
اجابها بحذر : شوف سمر ..انتي هتعرفي ..كل حاجه
بس في وقتها ...مستر الفريد ما يحبش الفوضي حتى في أبسط حجات
عشان كدا انتى مش أستعجلي ...
كل حاجه عايز هتعرفي ..!
"كانت تركز في كل كلمه ينطقها ..
حتى تفهم ما يعنيه ..
وكانت تعرف في أعماقها ..انها حقا تحتاجهم
ولكن آلمها أحساسها .بذلك ..
وتلميحهم عن هذا جعلها تحس بالأهانه ..!
خرجت من تلك الغرفه الغريبه التى وضعوها فيها
والتى كانت أشبه بسرادب .
كل شيئ ..في هذا المكان أبتداءاً من أصغر شيئاً حتى
اكبره كان يطرح المزيد من علامات الاستفهام
اعطوها مبلغاً من المال لا يتعدا بضعه جنيهات
حتى تستطيع دفع أجره سياره التاكسي
كان يبدو على الضباط عندما
حكت له ما أتفق معها سيد الفريد عليه
غير مقتنع تماما
كانت تظن بأنه سيلقي بها في السجن
لكنه أبتسم بود وقال : الف حمدلله على سلامتك يا أنسه
وخلاص الواد دا هنديله أفراج دلوقتى حالا ..
"عرفت سمر حينها ان تلك المنظمه تدخلت ..وانهت الامر معهم
ما كان يقلقهم في الاساس
هو ذلك الشاب ..والذى كان قلبها يدرك تمام بأنه أيمن لا محاله "
قال بهدوء: هو ممكن أشوفه
ظهر التوتر على وجه الضابط ..وقال وهو يبلع ريقه ..: ايوه طبعا طبعا
ونادى أحدهم ..ليحضره
كان قلبها يخفق بشده بل يكاد ينفجر من شده الخفقان
تعلم أنها تحبه وانه أيضا تورط في ذلك لأنه يحبها
جحظت عينها وهي تنظر الى ايمن
الذي يظهر على وجهه أثار عنف شديد
ما انا رأها حتى أبتسم ..
وقال بوهن : س...م..ر
ثم
خر على الارض
:
:
:
:
:
تابعوا الجزء الخامس