كانت ولمّا تزلْ في دهرها قدسا ..!
[poem=font="traditional arabic,6,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
دُنْيـًا تَلَـمُّ بآجـالِ الـرَدَى بَأْسـا=كانتْ ولمَّا تَزلْ فـي دَهْرِهَـا قُدْسـا
يا كـمْ تـلاقي بهـا الأيّـامُ راويـةً=تاريخُهَا يَضْرِبُ الأَعْمَاقَ..هلْ تُنْسَى؟!
مِنْ بَعْضِ ما عِنْدَهـا المعْنَـى نُغَالِبُـهُ=أَوْ يَبْسُمَ الحَرْفُ فِـي آلائِهـا عُرْسـا
أنَّى اتجَّهْتُ.. فَفِيها الشُّعْـرُ مَلْحَمَـةٌ=أَيُّ المَلاحِمِ مُذْ أَبحرتهِ أَرْسَـى؟!
فَـإِنْ نَـذَرْتِ لَـهُ وَحْيًـا يُلابِسُـهُ=فَالوَحْيُ أَنْتِ إِذَا مـَا حِينـُهُ أَمْسَـى
وَأنتِ قُدْسِي.. وَإِنْ بَاعَدْتُكِ النَّسَبـَا=حَسْبُ المُحِبِّ بِأَنْسَابِ الهَوَى غَرْسـا
أَنْتِ الحِكايةُ.. شُدِّي الحَـرْفَ قافيـةً=تَدنو إليكِ.. وَمـَا أَرهَقْتُهـا نَخْسـا
أَمَا عَلِمْتِ بِمَـا اسْتَنْزَفْـتِ خَافِقَهَـا=أَمَا عَلِمْـتِ بِمَـا أَثْقَلْتِهَـا حِسَّـا؟!
ما ضرّكِ الوهمُ..! إنّ الوهمَ أقــلقهُ=أَنَّ الحَقِيقَةَ فِيـكِ وَجْهُهَـا أَقْسَـى!!
فَأنْتِ.. ها أنتِ مُذْ أُعْلِيـتِ نَافِلَـةً=حِضْنَ الثَّقَافةِ.. أينَ الدَّرْسُ؟ لا دَرْسَا!!
قِفُوهُمُ ذِي بـَدَتْ نَفْسًـا يُسَاقِطُهَـا=مَوْتٌ عَلَى بَابِهَـا يَسْتَـأْذِنُ الخَفْسَـا
تَهْذِي بِذِكْرَى عَلَى الأَعْتـَابِ وَاهِنَـةٍ=وَالسُّمُّ يُوغِلُ فِـي أَعْضَائِهـا هَرْسَـا
أَيْ لَوْحَةً.. كَمْ حَفِظْنا فِيكِ مَشْهَدَهـا=كَيْ نُشْهدَ الحالُ.. يا للوحةِ الخَرْسا!!
وَأنْظِمُ الحُلُـمَ الغَافـي عَلَـى حُلُـمٍ=مِنْ نَاظِريْكِ التـي أَسْقَيتِهـا هَمْسـا
إنّـي بأقصـاكِ/ أقصانـا أبـادِلُـهُ=هَذِي التحيِّةُ.. ذِي تَمْتَمْتُ لا تَأْسَى !!
وَتِلْـكَ أُغْنِيَتِـي..صَـوْتٌ يُقَاسِمُـهُ=قَلْبي.. وَرُوحِي تُهادي الحِبرَْ والطِرْسـا
تَنْهَلُّ يـَا ضَيْعَـةَ الأَيَّـامِ .. شَاعِـرَةً=تُبادرُ البَوحَ.. هل تَحْظَـى بـهِ قَبْسـا؟
بَثٌّ تَراكِ.. وَكَـمْ أَلْفَيـتِْ قَاصيـةً=مِنَ الفُؤادِ.. وَكَـمْ خَالَسْتـهِ خَلْسَـا
وأنتِ.. هـا أنـتِ تحنـانٌ وأسئلـةٌ=نُدِيرُها خَيْبةًَ.. تُغـوي كـأنْ كَأْسَـا
فيمَ التيقّـظُ؟ فيمـا الحـالُ تعميـةٌ=أدّاركَ الظنُّ بعضًا.. أم لهـا عَسَّـا؟!
وإن تعودي نعدْ.. خصمـانِ أَرْهَقَنـا=حُسْنُ النَوايا.. أَمَانٍ كَابَـدتْ دَلْسَـا
كُوني بخيرٍ..! وذي الأطـلالُ عازفـةٌ=نغْمًا.. يواتي بموجوعِ الصدى نَهْسَـا
كَوني بشوقٍ..! وذي الأضلاعُ رَاجِفَةٌ=تَسْري بِأَنْفَاسِها.. تَنْهِيـدةً جَرْسَـا..!
كُوني بغضبةِ نـارٍ.. إنَّ لِـي سُبُـلاً=إلى انتفاضةِ وَجْدٍ.. أَقْتَفِـي الخَنْسَـا
بيدَ الفَتَاةُ التي تَبْكِيكِ.. عَـنْ أَسَـفٍ=أَنْ داسَ طَرْفُكِ مَنْ كُنْتِ لَهُ الرَّأسـا
مـَا لاحَ يومـكِ إلا عَـنْ بَشَائـِرهِ=والوَعْدُ وَعْدُكِ.. مَهْمَا حاولوا الطَّمْسا
لَكِنَّهـا كَبْـوَةٌ.. بَيْنَـا نُهَدْهِـدُهَـا=تَعَثَّرَ العُذْرُ .. حَتَّى أَوْشَـكَ الدَّهْسـا
لَكِنَّها..! مُذْ ينـوءُ الوَهْـمُ نَحْبِسُـهُ=طَيَّاتِها.. أَوَمَـا يَكْفِـي بِـهِ حَبْسـا
لـولا بخَاطِـرِه بَــردٌ يُراوِحُـنَـا=أَنْ كَانَ يَوْمُكِ فُرْقَانًـا.. فَـلا يَأْسَـا
لَكِنَّها..! وَيَظَـلُّ الحَـالُ ذا رَهَـقٍ=يُطَالعُ الوَيْلَ مَـدَّ العَيْـنِ.. وَالقَعْسَـا
أَسْمَعْتِ حِينَ نِـدَاءٍ.. ضَـلَّ سَامِعُـهُ=يَحَارُ فيهِ.. وَمـا يَـدْرِي بـهِ جَسَّـا
لَبِثْتِ حِيـنَ مَـلامٍ.. كَـلَّ مَأْمَلُـهُ=فَرْطَ المَلامَةِ.. مَنْ يُلْقِـي لهـا حِسّـا
وأنتِ.. ها أنتِ إِطْـرَاقٌ.. وتَعْزِيَـةٌ=ولَوْعةٌ ذاتُ طيـفٍ سـادرٍ.. مَسَّـا
يَكـادُ حِيـنَ انتبـاهٍ جَـدَّ مَأْثَـرُهُ=جَدُّ الأسى.. وَيُدَارِي لحظَـةً بَأْسَـا
هوَ المعنّى.. هـوَ الـذَاوِي تُنازِعُـهُ=مِنْـكِ الملامِـحُ إذْ تحيينـهُ نَفْـسـا
هوَ الذي يستبيحُ الدَّمعَ مِـنْ عَجَـزٍ=وَيحملُ الوَهْـنَ فِـي أَعْطَافـهِ تَعْسـا
هُـوَ البَقِيَّـةُ تُنْبـي أنْ هُنـَا وَطَـنٌ=لم ْيبرحِ البَالَ مَهْما غـابَ أو طَسَّـا
لا يَعْـدِمُ الشُّعـرُ إِلهامًا..يُبـَارِكُـهُ=وَإنَّـهُ الشُّعْـرُ لا أَقْـوَى لَـهُ دَسَّـا
سَارَقْتُهُ.. فَانْتَهـى يطـوي رسالتـهُ:=كانَتْ ولمّا تَزَلْ فِـي دَهْرِهَـا قُدْسَـا[/poem]
خالدة بنت أحمد باجنيد
4/11/1430هـ
23/10/2009م