صهيل الجرح
قيثارتي مُلئتْ جراحْ
لا تلتمسْ عندي سماحْ
وطني كظبْى شاردٍ
ما بين أنيابِ الرماحْ
في وَجْنةِ الأزهارِ قد
نَشبتْ أظافرَها الرياحْ
نصبوا المشانقَ للجداول في الغداةِ وفي الرواحْ
النسمةُ العذراء قد
رُجمتْ وما حملتْ سفاحْ
زرعوا القنابلَ في جدائل شعرها طلق السراحْ
إنّ السنابلَ في اشتياقٍ للسنابكِ يا " صلاحْ "
صدأتْ عناوينُ الجرائدِ مثلما صدأ السلاحْ
لي ألف ألف جريدةٍ
لم تقترحْ أيّ اقتراحْ
فإلى متى تعطي لها
بيديك يا نيلُ الوشاحْ
إنّي دعوتُ حفيدهُ
للثأرِ من ليلِ الجراحْ
فإذا تناسى العهدَ لا
حرجاً عليك ولا جناحْ
إن كنت تطلبُ قبلةً
من كوثرِ الثغرِ المتاحْ
حدِّد شفاهي جيّداً
بدمِ النشيدِ المستباحُ
واحفرْ بماءِ النارِ أولَ قبلةٍ بفمِ الصباحْ
فدَمُ الصغارِ يضيءُ لي
دربي كأنّ الفجرَ لاحْ
وتسابقتْ أرواحُهمْ
كي تمتطي خيلي الجماحْ
إنّ القوافلَ حين تمضي ليس يوقفُها نباحْ
شـعـر د . محمد أيوب |