يوميّات وطَـن ..!

[سمو]

كَانَت الساعةُ تشيرُ إلى رحيلِ الفجرِ وسطوع صباحٍ جَديد مُبتلّ ندى المكانِ فوق السنابِلُ الخضرِ ربيعَاً، والطقسُ لا أجمَل .
أعْدَدنا ما أعدَدْناهُ ، كلُّ شيء جاهِز إلا قلبِي مِن رجفة اللقاء الذي يتجدّد كلما زرت ذاكَ المكان
وبينَ كفيّ هويّتِي الزرقاء لأعبُر فيها مِن وطنِي إلى وطَنِي ، ومَن يشعُر بذلك إلا فلسطين ..!
رهبة الجنودِ على الحواجِز تطالِبُكَ البطاقات والبنادِق مصوّبة نحوكَ والرشّاش لا تُخيف بقدر ما يُخيفكَ أنّكَ للحظة كِدت تنسَى أنّك لا تنتقِل من مكان إلى آخَر ، فتلمُّ أشلاء أنفاسكَ الملتهبة لتؤمِن بما أقنعوكَ أنكَ ما بعدَ الحاجز تذوق طعمَ فلسطين ألذ وكأنك الآن صِدقاً في إسرائيل . ولستَ في أرض فلسطين.!
حتّى الزَيتون رأيتهُ قَد أدمَع .!



يَتبع ألَماً ...

(ثاني مكان يستوعب هذا النَص )

 

[سمو]

وصَلنَا المعبَر وهِتافاتٌ داخلِي تَتزاحَم نحوَ ما بعدَ المعبَر وكلّهُ فِلسطين ، أشتاقُ لتيكَ الأرض وأكادُ أُجزِم أنّها ألذ وأنقَى وأشهَى وأؤمِن بذلك إيماناً لا تفسيرَ لهُ أو حقائَق مَدروسَة.!
" شَلُوم" أي سلاماً ولا طعم لشالومهم أو مكاناً ، فمَددنا البطاقاتِ ثُم سمحوا لَنا العُبور مِن فلسطين إليها.
الربيعُ هُناكَ يدفعُ القلوبَ إلى إبتهاجِ العِشقِ للأرض للسماء للمَاء لكلّ شيءٍ ينبِض بِها حتّى أنّي أتنفّسُ أحلامِي / مُتعتِي بذاك الجمال طريقاً نحوَ "الخَليل" .!
ولا يستوقِفنِي ضجيجُ الراديو أو عثرات الطريقِ فِي تلوينِي لتلك الاحلام / بيت وزيتونة وأطفال كِثار
وكأني لا أنضج إلا بريح النوّار على شُرفات الدَرب المتعرّج ، ورَحمِي مشحونٌ بأُمنية لا يُكشف عَن ساقِها أحدا ..!

آآآه يا ريح الخليل كَم تبعثنِي مِن جَديد ..!

يَتبع ..!

 

[صالح العرجان]

لم ينضب رحم السحابة بعد
ولكن العطش أشد من إحتواء الضمأ دون الماء


رواية أو إرتواء

سمو

أول المتابعين لتبعات هذا الوطن

رد ود

 

[سمو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح العرجان

لم ينضب رحم السحابة بعد
ولكن العطش أشد من إحتواء الضمأ دون الماء


رواية أو إرتواء

سمو

أول المتابعين لتبعات هذا الوطن

رد ود

وعَين تنوّر أمامِي المُتصفّح لأرمِي بالجمعِ مِما لديّ هُنا ..
سعيدةٌ بكَ أيّها النقيّ

مودّتي

 

[سمو]

سُوَيعات تَفصِلُنا عَن سوق الخليل المُمتدُّ مِن مفترقٍ طُرق عارٍ مِن إشارات المُرور مُنتهي بالحرم الإبراهيمي حيثُ أُقفِلَت هُناك الكثير مِن دكاكين الحيّ كونَ بنِي يهود يعيشون في أعالي طوابِقها،
عفواً يعيشونَ في قلبِ الخليلِ ..


البَسطاتُ على الأرصفة هُنا وهُناكَ تُغري قلبِي ، أطفال الباعةِ يتجوّلون رجاءا بينَ الأقدامِ :"الله يفتحها عليكي خذِي منّي الواحد بشيكِل، امانة الله ، الله يخليكي، الله يرزقكِي ......!" حتّى يتراءى للسامِعِ أن المسألة مسألة شحذٍ ، وبؤس التسوّل مقرونٌ بعينيهم وهُم يتلون على سمعِك وبصرِك هذهِ الترتيلة المُوجعة ، فلا تجِدك إلا وأنتَ تشترِي شيئاً ليستَ بحاجتهِ .!

يَتبع ...!

 

[خالد صالح الحربي]

:
أكْمِلِي يَا سُمُوّ [ اسمُكِ ! ] .

 

[سمو]

تَستهوِي أنفِي رائحةُ الزعتَر والمَرمَر عندَ هذهِ الحاجّة المسنّة والتِي لا تَرى مِنها إلا عينيها فـ"الشاشُ" يُلثِمُ بقيّة الوجه، وريحُ الخبزِ لدَى الخبّاز والكعك وصوتُ الباعةِ يَرتَطِمُ بسَمعِي ،، وألوانُ البضاعةِ مِن حُليٍّ وثيابٍ وشالاتٍ تحصُر عيني حدّ الشتاتِ إلى هوَس النظرِ هُنا وهناك ،،
في الخليل ، تعيشُ حواسُكَ الخمس مرّة واحِدة وآنٍ واحِد ولذّةُ التِجوالِ لا تُتعِب لك قدَم ...!
.
.
.
ونَمضِي إلى داخِل السوقِ نتعمّق الزقاق المنتشِر بالباعة، حتّى يفصِلنا عَن الحرم الإبراهيمي جنود في قلب السوقِ يصوّبونَ نحوَ المار رشّاش حِقدهم ،، يحمون اليهود القاطنون أعلى البيوتِ الـ أهلها عرَب ..!
ودكاكين كثيرة هُناكَ قَد أُغلِقَت ...!

.... يتبَع ..

 

[سمو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد صالح الحربي

:
أكْمِلِي يَا سُمُوّ [ اسمُكِ ! ] .

وَبِهذا الحُضور أسمو وأكثَر ..

ودّي