بالقرب منك أحذو حذوك
في ظل الخليفة عبد الرحمن الثالث وابنه الحكم الثاني، أضحت قرطبة منارة للحضارة في أوروبا القرن العاشر، ولولا قرطبة لما تمكنت أوروبا من التقدم في مضمار الطب وعلم الصيدلة، حيث ترجمت كتب العلماء العرب إلى اللاتينية، وتم طباعتها ثانية في عصر النهضة. وقد برع العرب في الجراحة والتخدير، وأبحاثهم عن الأمراض المعدية، واستخداماتهم للنباتات الطبي، وأول صيدلية عرفتها أوروبا كانت للأندلس.
#
كان العلماء العرب في معظم الأحوال شعراء ورياضيون وفلاسفة، كابن رشد القرطبي الذي لا يخفى أثره على أوروبا المسيحية، خاصة وأنها تعرفت بفضله على أرسطو اليوناني.
#
غروب الشمس أخّاذ في اشبيليا عندما تنعكس أشعتها الارجوانية على نهر الوادي الكبير الذي عبره الفايكنج القادمون من الشمال الاسكندنافي إلى اشبيليا وخربوها.. ويعبر العرب ذات النهر؛ فتزدهر المدينة في عهدهم.
#
يقول السيد جريجوريو بانياجوا المتخصص في الموسيقى العربية الأندلسية في مدريد أن "العرب كانوا اول من اكتشف النظريات الموسيقية اليونانية ونقلها وطورها، وكان تأثيرها بفضلهم كبيراً على أوروبا في العصور الوسطى.
وقد أُلف ما بين القرن التاسع والقرن الثالث عشر كثيراً من الكتب في الموسيقى، وقد تم الاحتفاظ بها في أهم الأديرة الأوروبية، حيث تؤلف النظريات الموسيقية العربية الواردة فيها حجر الأساس للموسيقى الأوروبية، ويمكن تتبع آثارها في الأغاني المسيحية التي شاعت في أوائل العصور الوسطى في إسبانيا وجنوب فرنسا، وفي الموسيقى الدينية الجيورجية.
ويضيف السيد بانياجوا أن "هذا التأثير يبدو واضحاً عندما يتأمل المرء وفرة الآلات الموسيقية ذات المنشأ الشرقي المتداولة في أوروبا، ومنها مثلاُ العود والبندورا والربابة والربك والناي والبوق والطبل والصنوج والنقارة، وقد ورد ذكرها جميعاً منذ القرن التاسع في "كتاب الشفاء".
الموشحات هي القالب التقليدي للموسيقى العربية الأندلسية، وقد ابتدعها ضرير يدعى مقدم، عاش في بداية القرن التاسع في قرطبة.
#
وفي الأغاني التي شاعت في شمال فرنسا في القرن الثاني عشر، وخاصة في القرن الثالث عشر، يبدو تأثير هذا الشكل من الغناء واضحاً.
ظهرت الموشحات لأول مرة في إيطاليا في كلمة مديح للراهب جاكوبين دي داتودي، وكان تلميذاً لفرانس عزيزي ذي الأصول العربية، وبعد ذلك أُلف العديد من الموشحات الإيطالية ما بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر.
أما في إسبانيا المسيحية؛ فقد عاش في بلاط الملك ألفونس الحكيم في القرن الثالث عشر نخبة من الموسيقيين المسلمين واليهود. وقد أنشأ هذا الملك مدرسة للترجمة في طليطلة وبنى "جامعة سالامانكا"، حيث كانت الموسيقى مادة أساسية تدرّس جنباً إلى جنب الفلك والهندسة وغيرهما من العلوم.
مخطوطات مساحاتها تقاس بالنور جمعتها من كل فجر عانق بزوقه حضارة الأندلس
ودي و وردي
