:
:
أهلا غيمة !
من وجهة نظري المتواضعة أرى
أن الوطنية قبل الوطن كوجود !
كما أن الحب لايوجد إلا بطرفين
مع إشتراط المودة والإخلاص كذلك
الوطن لايوجد إلا بوجود أناس مع
إشتراط المحبة فيما بينهم !
:
:
والوطنية ليست من أشكالها التعصب
أبداً ، فمثلا جميل جداَ أن أتعصب
في حب وطني بما يستحق بعيداً عن
التفاهات والصغائر التي لا تقيس حجم
وطنيتي ، ومن المسيء جداً أن أجعل
وطنيتي تسيء لوطن آخر أو حتى تسيء
لنفسي أنا كأن يصل رصيدي للصفر بمجرد
التصويت !
ولذلك دعيني أقول :
[ نحن لا نتعصب في حب أوطاننا
بل أننا نتعصب في كُره وتقليل وإنتقاد
كل ما هو غير أوطاننا ] !
؟
بالخارج وطنيون وبالداخل حراميه !
أليست الوطنية شأن [ داخلي ]
بالمقام الأول !
:
:
والممارسات الوطنية كثيرة لإنشاء
وطن إيجابي!
فحب الوطن ليس أغنية على
مسرح ما دفع فيه الملايين !
إنه ليس [ تكلف ] أو [ تصنع ]
إنما هو [ واجب صادق ] !
إن حب الوطن مسؤولية صحفي يكرس
مقالاته في خدمة الوطن وأهله !
إنه نزاهة مسؤول يعمل لصالح الشعب
الذي هو كل الوطن بدون زيف وخداع !
إنه إيمان معلم بأنه اللبنة الأولى لغرس
حب الوطن في نفوس أجياله !
إنه شرف جندي جعل يده صائمة
عن الخيانة طوال عمره !
إنه إخلاص طبيب يعالج المرضى بكل
تفاني بدون أن يحول الطب لتجارة مالية
أو عضوية أو حتى استرزاق فاحشة !
إنه إنسانية تاجر يساعد أفراد شعبه
ولا يستغل المساكين والغلابة برفع
الأسعار !
وأتساءل هنا ؟
هل الصحفي والمسوؤل والمعلم والجندي
والطبيب والتاجر وطنيون أم أنهم عملاء
أم سارقون أم محرضون أم خائنون أم
مرتشون أم مستغلون ؟
إن كانوا كذلك يحييون [ الفساد ] !
ويقتلون به الوطن ، لا تتردد دع سؤال
يقفز إليك مباشرة :
إذا كانت بيئتي مليئة بالقاذورات كهذه
هل أستطيع الإنتماء إليها ؟
أم أني سوف أشعر بالغربة ؟
أو ليس الوطن كمجمل :
[ إنتماء لبيئة نافعة صالحة متحابة ] !
عليك أن تحدد أطراف القضية إن كانت
شرعية أو غير شرعية حتى تستطيع
تحديد شرعية إنتماؤك لـ [ وطن ] ما !
:
إن الوطنية عملية تكاملية يتشارك بها
كل الأطراف لإيجاد [ وطن ] !
تشبه تماماَ [ مربع ] سقط منه
[ ضلع ] ففقد أسمه !
:
والوطن : أرض وعادات وطبائع
وأعمال يتقاسمها جماعة من الناس
يحدوهم [ طموح ] واحد !
وينتظرهم [ مصير ] واحد !
ولا يتم إنشاء الوطن بصراخ في
الفضائيات ولا بحركات سياسية
ولا بتصويت في برامج !
بل إن إنشاء الوطن بالبساطة التي تجمع
الناس كحي واحد ، هناك من يفرح ويحزن
لك ، وهناك من يزورك ، من يقدم لك الطعام ،
من يحميك ، من يبتسم في وجهك ، من يقف بجوارك
عندما تسقط ، متمسكين بعادات أصيلة وطبائع نبيله
بدون تفسخ وعري في الأخلاق والتعامل التي من شأنها
تقتل طهارة الحي !
[ إن أكثر الناس وطنية أكثرهم بساطة
وإخلاص حيث ينشرون الدفأ في أرجائه
ببيض نواياهم ] !
أما الوطنية المعلبة تشبه تماماً
رد مواطن أثناء مناسبة وطنية
[ شعوري كشعور أي مواطن
يشعر بالفخر ] !
والسلام !
:
غيمة !
آسف على الإطالة : )
بس حبيت أقرأ الموضوع
من زاوية أخرى / ليتني وفقت ولو بقليل !
مع كل الشكر والأمتنان لطرحك الجميل !
تقديري يا غيمة !
: