رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
سطرٌ (تحتَ) المِجهر .. (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 242 - )           »          رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 52 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4696 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75358 - )           »          خواطر قصيرة جدا .ابتديني بمسك الختام (كلمة) .. (الكاتـب : نادية المرزوقي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 467 - )           »          غموضك والوضوح•• (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 9 - )           »          عابر حيث ضفاف شجونها (الكاتـب : علي البابلي - مشاركات : 29 - )           »          رجل القش (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 0 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7523 - )           »          عندما تعجز عن إثبات عقلك في عالم لا يصدقك! (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 1 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 03:56 AM   #38
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


فجأة شهق فهمان من تأخر إرسال رد جاك، ولذلك قال وهو يضع كلتا يديه على رأسه: «تحوّل؟»
كتب جاك بيد مرتعشة: «تحوّل.»
كتب: «وماذا ستفعل؟»
قص له جاك كل شيء بما أضمره بشأن الرحلة.
لم يكترث فهمان بعبقرية جاك وحكمته، وإنما أجهش بالبكاء، وأصابت جسده رعدة، وتصبب العرق من جبينه، وبعد لحظات من تلك المعاناة كتب: «تريد أن تلقي بنفسك في جحيم ثقب من أجل أن...»
بادره جاك برسالة مقاطعة: «من أجل أن يحيا العالم لا بأس أن يضحي جاك بنفسه.»
ظلا يبكيان، فلما طال انتظار جاك لرسالة فهمان كتب: «لا تخش صديقي، سأذهب إليه، سأمحوه من الوجود بدقّ عنقه.»
- «إنه ثقب أسود، ثقب أسود يا جاك.»
- «لكني قادر بفضل الرب التغلغل في أمعائه وعبوره لأخرج من دبره، عندئذٍ أطعنه في ظهره ولن تقوم له قائمة.»
- «كيف تطعنه؟»
- «بعد عبوري سأجد كونا آخر، هذا الكون من سيطعنه، بحيلتي وحسن منطقي.»
- «وما أدراك بأنهم قادرون على فعل ذلك، ربما يكونون أقل حيلة وعجزا منا.»
لم يجد جاك ما يرسله له، فهو يعلم أن الكون الذي خلف الثقب الأسود مجهول الهوية، بل قد يجد خلفه أناسا أحياء ماتوا في كون الأرض، بل قد يكونوا أناس يعرفهم وعاشوا بين ظهرانيه. بل قد يكون كونا يجد فيه أناسا قد أذن الرب لإسرافيل بالنفخ في البوق وهم الآن في مرحلة تطاير الصحف والمرور على الصراط وعرض الأعمال على الله.
ولم يجد جاك بُدا من التفاؤل، ولذلك كتب: «أنا متأكد أن خلف الثقب كونا قادرا على ضربه في دبره والقضاء عليه.»
- «أنت تغالط نفسك يا جاك، لكن لا بأس، اعلمْ أنه لن يطيب لي عيش أو مرقد بسبب فراقك، فلعنة الله على إبليس الذي سوف يفرق بيننا.»
وعاد البكاء من جديد.
بعد لحظات أرسل فهمان كالمستدرك: «هب أن الأمور مرت بسلام، أين الوقود الذي سوف تسير به بعد عبور هذا الجحيم؟»
كتب جاك بإصبع مضطرب: «سأستخدم أولاً الطاقة المتولدة من اتحاد الأكسجين والهيدروجين، أحصل على الأكسجين من الطحالب أو التحليل الكهربائيّ للماء، وأحصل على الهيدروجين من الفضاء، وأجعل وقود الأرض المتوفر على متن شرعي مخزنا استيراتيجيا لي.»
- «ما زلت تمني نفسك وتفرط في تفاؤلك، وإفراطك سيجنني، قل لي يا جاك، هل أنت مقتنع بما تقول؟»
- «لابد أن أقنع نفسي رغما عنها، لأنه ليس لدينا خيارا آخر، فدعنا نعيش لحظة التفاؤل حتى لا يقتلنا التشاؤم يا فهمان.»
عاود فهمان البكاء، وبكى بكاء مريرا، حيث وقع في روعه نجاح الخطة. فجهر له بذلك بقوله: «وتنجح خطتك.»
تأكد جاك أن فهمان يبكي بكاء مريرا بسبب نجاح الخطة، وهو يعلم سبب بكائه لكنه تجاهل ذلك وقرر ألا يجعل الأحزان تتلوى بداخل جوارحه.
قال جاك: «استشعر بكاءك مع أني لم أرك، تبكي يا فهمان بسبب نجاح الخطة؟!»
- «أنت تعلم لم أبكي؟»
تجاهله جاك ولم يرد عليه، عندئذ بادره فهمان برسالة: «سيتحطم الثقب ويقطع عليك خط الرجعة إلينا.»
حاول جاك أن يخفف آلامه فأرسل: «لا تخش يا فهمان، فإن دروب المجرات كلها أعلمها جيدا، وأنا قادر على العودة، لكن ..»
توقف جاك عن الكتابة، عندئذ أرسل له فهمان: «لكن ماذا؟ أقول لك أنا، أقل مسار يمكنك السير فيه من أجل العودة إلى الأرض سيستغرق نحو ثلاثمائة عام. فلعنة الله على إبليس.»
طرح جاك حديث الثقب أرضا وكلمه في شأن إبليس، أرسل: «هل ما زلت مصرا على عبور البعد المعكوف والوصول إلى كون إبليس بعد طرق بوابتهم.»
- «عشت من أجل ذلك، ولن يهدأ لي بال حتى أعبر الجسر المؤدي له، هو كما تعلم وتر من أحد الأوتار المهتزة التي أخبرنا بها الفيزيائيون.»
- «أنت تعلم أني غير مقتنع بوجهة نظرك، لكن ما دمت مصرا فيجب عليك تخطي الصعوبات من أجل الوصول إليه.»
- «جاك، لن أستطيع أن أصل إليه إلا بمساعدتك، لابد أن تأتي مصر من أجل ذلك، فالصعوبات جمة.»
- «ألا تعلم حجم الضرر الذي قد يقع على بلدك لو نزلت مصر، أتعلم ما معنى أن يُكتب في الصحف أن جاك قادم على أرض الوادي الجديد؟»
- «للأسف قد تتوتر العلاقة بين الكتلة الشرقية ومصر بسبب إقدامك للعمل على مختبري (ffc-2) لكن لا مفر من ذلك فأنا لن أستطيع الهجرة من هذا البعد الكوني إلى بُعد إبليس إلا بمساعدتك.»
- «معاند أنت يا فهمان، رأسك كالحجر، قلت لك من قبل أن تخليق جسر عبر ثقب أسود مجهري للعبور أمر في غاية الصعوبة وتصر على عبوره. قلت لك إن المعبر سينغلق قبل عبورك وتصر على عبوره، قلت لك إن قدراتك البشرية أضعف من أن تواجه إبليس على أرضه وتصر على العبور، وقلت لك إن تحديد الوتر الناري المهتز أمر في غاية الصعوبة، فقد تجد نفسك عبرت إلى جحيم الآخرة فتكوى في نار جهنم وأنت أتقى الأتقياء، أليس الوتر الناري الذي تسعى إليه هو وتر النار؟! فتعقل يا فهمان، تعقل، اعرض عن هذا الأمر.»
- «هذا الخسيس الرجيم يعبرنا في لحظة من خلال البعد المعكوف المطوي غير المرئي، ونحن لو أردنا عبور هذا البُعد فقد يستغرق منا آلاف السنين. هذا إن استطعنا أن نراه ونحدد موضعه في جيوب فضائنا، ولذلك فمصادمي (ffc-2)سوف يمكنني من الوصول إليه في بضع لحظات، ولن ينغلق الثقب علي فالمادة السالبة قادرة على فتحه.»
غضب جاك غضبا شديدا وأرسل في التو: «هل جننت؟ تريد أن تجعل فمه مفتوحا فيلتهمنا جميعا، إنه لن يذر منا أحدا.»
- «على رسلك يا صديقي، سيظل فم الثقب مفتوحا حتى أعبر فقط، عندئذ سينغلق ويتلاشي الثقب المجهري كله على الفور، أنا أستطيع أن أروضه جيدا.»
- «ويكون فهمان فطين المصريّ أول من استطاع في التاريخ البشري كله الوصول إلى إبليس من خلال ثقب أسود مجهري بوساطة مصادمه المعجزة (ffc-2)، آه يا رب هذا الكون!سآتيك إذن يا فهمان، فانتظرني.»

***



صراع حول قنابل الثقوب السوداء
إبراهيم أمين مؤمن-مصر
بعد مرور بضعة أيام من عقد مؤتمره أعدّ كاجيتا حقائبه -بوجهه الشرير- متوجها إلى المصادم الثاني (ffc-1) الكائن في نفق أسفل نفق المصادم العتيق (hlc)، وقد صحبه في رحلته فريق عمله -وهو أفضل فريق نجح في إجراء أفضل تجارب التصادمات وأخطرها على (ffc-1)- من أجل إجراء بعض التجارب في المختبر والتي تحاكي التجارب التي يود إجرائها على مصادم الوادي الجديد (ffc-2).
والغرض النهائي من تلك التجارب التوصل إلى قنابل الثقوب السوداء.
وبعد فترة تجاوزت عاما كاملا تمكن من وضع معادلة نظرية لصنع قنابل الثقوب السوداء، تلك المعادلة لم يدر بها أحد من الخبراء والعلماء العاملين على المصادم (ffc-1)، وما بقي إلا أن ينفذها عمليا على مصادم الوادي الجديد، لأن مصادم سيرن (ffc-1) كما هو معروف بداهة أنه غير قادر على إمساك الجرافيتون، فبدون إمساكه لا يمكن لقنابل الثقوب السوداء أن تخرج إلى النور.
بعد ذلك أرسل رسالة مشفرة إلى رئيس وزراء اليابان -المجنون بداء العظمة- يخبره فيها بأنه توصل إلى المعادلة النظرية وسوف يتوجه بفريق عمله إلى الوادي الجديد بمصر لتطبيقها عمليا، وسوف يأتيه بقنابل الثقوب السوداء في غضون بضعة أشهر لا أكثر.
وأود أن أذكر القارئ بأن أثناء تجارب كاجيتا على مصادم (ffc-1) وقع الحدثين المصيرين في العالم، الأول هزيمة الكتلة الشرقية في الحرب القائمة ورفض رامسيفلد لتعويضات الحرب من أجل فض النزاع بإيعاز من الملعون يعقوب إسحاق.
والحدث الآخر هو تحوّل نجم سحابة أورط إلى ثقب أسود، والذي على أثره توقفت الحرب من أجل الإعداد لرحلة جاك.


والمفاجأة أن كاجيتا متأكد من أن نجم سحابة أورط سيتحول إلى ثقب أسود، لم يكن مصدر تأكده نابع من مسائل علمية كجاك، وإنما لأنه أُخبر بذلك من لدن الكون المتواجد خلف النجم.
فكاجيتا كان يتواصل مع هذا الكون الذي لا يعلم بأمره أحد ولا جاك نفسه عبر بُعد الأحلام، ذلك البُعد الذي نعيش فيه أحيانا لحظات ونحن نائمون ولم ندر نحن البشر كيف دخلنا إليه ولا كيف خرجنا منه، كما لا ندري ما القوانين الفيزيائية التي تحكمنا فيه، غير أن واحدا من علماء الفيزياء البارزين تحدث عن هذا البُعد بقوله: يبدو أننا نعبر ثقب أسود قبل أن نتعايش مع الأحلام ونحن نائمون، وغالب الظن أن البُعد الذي نحلم فيه هو كون تعيش فيه الشياطين وربما الملائكة.
وكم تحادث كاجيتا مع هذا الكون وهو نائم، أو حتى إذا غفا، والغرض من تلك المحادثات هو أن يمكنهم من استعمار كوكب الأرض لإقامة الوزن بالقسط.
ولن يمكنهم من ذلك إلا إذا نجح جاك في الوصول إليهم، وسوف أميط اللثام عن فرضية وصول جاك إليهم من أجل أن يتمكنوا هم من الوصول إلى كوكب الأرض في الأحداث اللاحقة.
ولقد أخبر كاجيتا رئيس وزراء اليابان بأمر النجم، ولذلك أرسل الرئيس إلى وكالة الفضاء اليابانية للمساهمة في إعداد رحلة جاك دون علم ناسا بالأمر، ولقد أشار عليهم كاجيتا بتطوير إيريكا 300 ليكون الروبوت المعجزة في رحلة جاك اللاحقة، وليكون الوسيلة لنجاح رحلة جاك والوسيلة الأخرى هو السيطرة على رواد فضاء الشراع الشمسي الذي ابتكره جاك من أجل تحقيق مآرب الكون الذي يود غزو كوكب الأرض.
ولقد صممه الخبراء بوحي من كاجيتا على نفس طراز الكون الآخر بحيث أن يكون (إيريكا 300) واحدا منهم.

***

هبطتْ الطائرة بكاجيتا ورفاقه قادمة من إحدى مطارات سويسرا، في إحدى المطارات القريبة من محافظة الوادي الجديد، ومن ثم استقلوا سيارة متوجهين إلى المصادم مباشرة.
فور أن قرأ فهمان خبر قدوم كاجيتا وفريقه أرض الوادي الجديد أصابه الهلع، فهو لم ينس قول جاك له بأن يغلق المصادم أو يمنع كاجيتا من العمل على مصادمه لأن كاجيتا يود السيطرة على العالم هو ورئيس وزراء اليابان من خلال صنع قنابل الثقوب السوداء.
استقبله فهمان على باب المصادم الرئيس بدقات قلب تتصارع وبوجل بائن على ملامح وجهه.
قال فهمان: «حمداً لله على سلامتك أستاذنا.»
- «كيف حالك يا فهمان؟»
- «بخير حال.»
- «أنت معجزة يا فهمان.»
صمت لحظات ثم قال: «أخبرني عن حال رئيسكم العادل "مهدي".»
- «بخير هو الآخر، وأود أن أخبرك أننا شيدنا هذا الصرح العظيم (يشير فهمان إلى مصادمه ffc-2) من أجل السلام.»
لم يعجبه قول فهمان، ولذلك أخذ ينظر بعيدا كأنه يتأمل شيئا ما ثم قال بحنق: «أنت مسرور يا فهمان؟ أشعر بقوة كامنة داخلك تكاد تمزق قلبك، ولذلك سأعمل على تمزيقه أكثر.»
وضج بالضحك، وضحك خلفه فريقه، بينما فهمان صامت يحاول التماسك بيد أنه يشعر بدوار لجرأة كاجيتا عليه وكلامه المستفز.
توقف كاجيتا فجأة ثم قذف فهمان بكلمات كالسهام المسمومة: «رئيسكَ يعلم أن هذا الذي بناه من أجل السلام سوف يسبح المصريون فيه في بحور من دماء بني الأصفر. (يقصد كاجيتا أن سلاح قنبلة الثقوب السوداء الذي سوف يبتكره سيزيل الولايات المتحدة الأمريكية من خارطة العالم).»
لم يفهم فهمان مراد كاجيتا لكنه اشتم رائحة الشر من بين ثنايا كلماته فقال متمتما: «ماذا تقصد؟»
لم يرد كاجيتا إعلام مراده ولذلك حوّر الحديث وقال ساخرا: «هل ما زلت تود الذهاب إلى إبليس؟»
تفاجأ فهمان بعلم كاجيتا بالأمر، ولم يدر بماذا يجيبه، فبادره كاجيتا: «أنت تسعى إلى وهم يا فهمان، وإن كنت تريد أن تعرف أين إبليس الحقيقي أخبرتك بمكانه.»
حدق فهمان به، وتمتم، وسرعان ما سأله: «هل عرفت أي البوابات أطرقه كي أصل إليه؟»
استاء كاجيتا من قوله، وقال ممتعضا: «ما زلت تود الذهاب إلى الوهم وتترك الحقيقة، إبليس الأكبر هي أمريكا، وبدونها يسوف يسود السلام الذي ترنو إليه يا فهمان.»
ثم ما لبث أن اقترب من إحدى أذنيه وقال: «ترى ماذا فعلت ناسا في شأن النجم الذي تحول إلى ثقب أسود ولم تود إخبار العالم به؟» ثم ابتعد عنه قليلا.
قال فهمان متمتما: «كيف علمت بأمر كهذا؟ أحقا ما تقول؟»
أشار إليه كاجيتا بأن يصمت واضعا يده على فمه. ثم اقترب من إحدى أذنيه مجددا وقال: «أخبر صديقك هذا الجاك بأني سوف أساعده في دحر الثقب الأسود، وسوف أمنحه رمحا يضرب به مؤخرته فلا تبقى له قائمة.»
وابتعد عنه قليلا واضعا يده على فمه مجددا وقال: «جاك، جاك فقط من يعلم بالأمر.»
وتركه وأشار إلى رفاقه بأن يأتوا خلفه وهو يضج بالضحك وهم كذلك.
بعد مُضي لحظات من رحيله هو وفريقه وفهمان ينظر إليهم بغيظ، توقف كاجيتا فجأة وانتصب كالتمثال، إذ جاءه وحْى إمبراطوريّة الآلات الكبرى، فرد ّعليه في اللاوعي خلف ثقب سحابة أورط أنّ إيريكا 300 ستكون دليلهم إلى الأرض، وخاطبهم أنّه يجب أن تتّحد دولة الآلات بجانب إمبراطوريّة اليابان الكبرى لإذلال البشريّة الحمقاء ولاسيما الأمريكان منهم.
استقبل رئيس الأمن كاجيتا وفريقه ليكون بصحبتهم حتى يوصلهم إلى أماكن إقامتهم وهو أحد المباني الفاخرة التي شيدت فوق نفق المصادم مباشرة.

***
ما زال فهمان واقفا في مكانه كالتمثال رغم مغادرة كاجيتا بنحو ربع ساعة تقريبا.
ظل عقله هائما في الحوار الذي دار بينه وبين كاجيتا، وتيقن أن كاجيتا له مصادر سرية يعرف من خلالها كل حركات وكالة ناسا وخاصة جاك.
وتساءل: كيف يعرف هذا الرجل بأمر تحول النجم، بل كيف عرف بأمر كتمان ناسا للأمر؟
والأعجب كيف عرف بأمر عزمي على الذهاب إلى الشيطان؟
وأمسك رأسه وهو يقول: رباه رأسي سينفجر. ماذا أفعل مع هذا الكاجيتا؟
يبدو أنه تمكن من اختراق بريدي الإلكتروني وقرأ كل ما دار بيني وبين جاك.
وخشي فهمان من كاجيتا، إذ تبين له من الحديث الذي دار بينه وبينه بأنه يضمر شرا مستطيرا لأمريكا، وفهمان يعلم جيدا بأن لا أحد يستطيع أن يتمكن من دولة مثل أمريكا إلا من خلال سلاح قوي، ولا يوجد سلاح أفتك من قنابل الثقوب السوداء.
وتذكر قول جاك له: لن تعبر، العالم سينتهي قبل أن تعبر، العالم الذي تُضحّي من أجله سيضيع بسبب مصادمك يا فهمان.
وتذكر آخر كلمة قاله له: إذن فأنا أحملك ما سيحدث للعالم من جراء حمقك.
شعر فهمان بأن كلام جاك سيتحقق، وأن كاجيتا سينال من العالم قبل أن يتمكن هو من عبور جسر الشيطان.
لذلك استقل طائرة خاصة ومضى نحو القصر الرئاسي لمقابلة الرئيس مهدي عله يستطيع طرد كاجيتا وفريقه من المصادم قبل أن تقع الطامة الكبرى ويتوصل إلى ابتكار قنابل الثقوب السوداء.

***
دخل فهمان على الرئيس، بينما مهدي كان يفكر ويحدث نفسه: ما جاء بك يا ولدي اليوم إلا لأمر جلل، فما هو؟
وبعد أن ألقى التحية قال: «سيادة الرئيس، لي طلب عند جلالتك وأرجو أن لا تردني خائبا.»
قال مهدي: «فهمان يا ولدي، أنت ابن مصر، وصاحب فضل على أهلها جميعا، لذلك فرجاؤك أمر، فاسأل ما تشاء أعطيكه.»
- «أريدك أن تطرد كاجيتا وفريقه من مصر.»
تفاجأ مهدي من طلب فهمان الغريب، وكلمة الطرد شدت جوارحه، فسأله: «من كاجيتا هذا؟»

 

إبراهيم امين مؤمن متصل الآن   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشأن رواية قنابل الثقوب السوداء إبراهيم امين مؤمن أبعاد الإعلام 6 11-12-2019 11:19 AM
قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل إبراهيم امين مؤمن أبعاد الإعلام 4 07-12-2019 01:07 AM


الساعة الآن 09:18 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.