رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
أحاسيس منثورة ,, (الكاتـب : نور - مشاركات : 1429 - )           »          المدحُ لا يَلْبَسُهُ إلا مَن فَصَّلَتْهُ أفعالهُ . (.... شافي .... ) (الكاتـب : خالد العلي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 5 - )           »          غرق (الكاتـب : أحلام مؤجلة - مشاركات : 52 - )           »          دَّرْدَشة.. مُشَمَّسَة (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 1 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 49 - )           »          البحر المسْجوُر (الكاتـب : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 15 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : رفيف - مشاركات : 49 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : رفيف - مشاركات : 2914 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 237 - )           »          سارة (الكاتـب : أحلام مؤجلة - آخر مشاركة : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-20-2020, 05:51 AM   #9
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


ولو كان منصفًا .

السيرك .....
في صباح اليوم التالي بدأ أهل الحيّ في نصْب السيرك في شارع على حارة فارغة متفرعة من الشارع الرئيس ، بينما ذهب فطين إلى محلات تُباع فيها الأدوات السحريّة ليشتري منها ما يلزمه .
والغريب أنّه ذهب إلى بعض المختبرات العلميّة وقابل بعض بروفيسورات الفيزياء هناك وكلّمهم في بعض التجارب.
واللافت للنظر أنّ فطينُ ليس كأيّ ساحر، فإنّه عليم بكثيرٍ مِن التجارب الفيزيائيّة ، فكمْ تدارسها مع زوجته خبيرة الفيزياء النظريّة .
لمْ ينسَ ولمْ يفارق خاطره أنّ إقامة هذا السيرك مِن أجل فهمان ، مِن أجل تعليمه بالخارج ، ذاك الحلم الذي يراوده في صحوه ونهاره ، وكلّما أنجز مهمة وتقدّم خطوة نحو إقامة السيرك كلّما شعر أنّ ابنه على أعتاب الجامعات الأمريكيّة .
وفي طريقه للعوده انتابته نوبة ضحك عندما أمسك بالزئبق ، فقد ذكّره بروبوت حتشبسوت التي ألصقتْ نفسها بسقف ردهة الفندق ظنًا منها أنّ الزئبق قدْ تحوّل إلى ثعابين..وظلَّ يقهقه أكثر ويقول أول مرّة أرى تكنولوجيا مسخرة .
قفلَ راجعًا وهو على مشارف الحيّ ، ومِن بعيد وجد أضواءً تخترق أشعة الشمس قبل الغروب بنصف ساعة ، إنّها أضواء السيرك المنصوب .
وكان فهمان آنذاك واقفًا في بلكونة الشقة يترقب عودة أبيه ، فلمّا أقبل من بعيد زاد الضوء لغياب الشمس وضربَ وجه فهمان فأورق واخضرّ .
وضع أهل الحيّ عشرات الكراسي للمشاهدين وفي الأمام طاولة له ..فنادى فيهم أنّ العرض سيبدأ مساءً ، وأنّ قيمة تذكرة الدخول ب.. لجلج .. تلعثم ..خرس لسانه ..إذ دارت عيناه على الجالسين ، فشاهد آباءً أتوا بأولادهم وثيابهم ممزقة ، وشفاههم مشققة ، وبعضهم لا يرتدون أحذية ، ورائحة عرقهم لا تُطاق ، ثمّ ولّى وجهه عنهم ونظر إلى ابنه الواقف على يمينه يفكّر بشأن تكاليف تعليمه إلى الخارج .
شعر فهمان بأنّ أبيه كان يودّ الإقدام على عمل سئ لكن اعترضه ضميره فقاومه ، فتبادلا النظرات ، وكانت نظرة فهمان إلى أبيه تنمّ عن الرضا عنه بسبب ضميره اليقظ الذي قهر حبّ النفس نحو الأبناء ، كما أنّها كانت محفزة له للثبات في وجه هذه المطامع .
فتمالك فطين نفسه ووطأ ألمه بأقدامه الثابتة ثمّ قال ضميره المندفع بنظرة ابنه الواعظة..قيمة التذكرة رمزيّة تناسب أفقر أهل الحيِّ .
وفي مساء اليوم التالي ذهب إلى السيرك ومعه حقيبته ، حقيبة ساحر بكلِّ مستلزماتها ، أقدم على الحشد واخترق الطريق المتوسط بينهما ، بينما هم يقتعدون الأرض على جانبيه.
وما إنْ وصل إلى الطاولة ألقى الحقيبة عليها وأوقف فهمان بجانبه وسلّمَ على المشاهدين وألقى كلمته قبل العرض قائلاً ..
يا بني وطني...
ما أقدمه لكم ليست ألعابًا سحريّة تعتمد على الخرافات والجهل وإنّما على العلم ، كما أنّ عزيمتي على النجاح سحر وحده لأنّها تفعل المعجزات .
أعلمُ أنّ الفقر قدْ طال كلُّ مدن مصر وقراها ، وأنّ الهمّ غدا سمة العصر، وأنّ الماء تنتظرونه يوم تمطر السحاب غيثًا أو تجود الأرض ببئر .
فأردتُ أنْ أرفعَ عنكم هموم نفوس مكدودة تساعدكم على الجلد والصبر أمام نوائب الدهر وغدره .
وفي آخر كلِّ عرْضٍ يتقدّمُ إليّ مَنْ لمْ يجدْ قوته من صناديق القمامة فأعطيه ممّا أفاض الله به علىّ .
فصفقوا تصفيقًا حارّاً وخاصة الذين لم يجدوا غداءهم الساعة ، استوقف الجميع قائلاً لنبدأ العمل الآن .
قال اليوم أريكم ما كان يرونه أجدادكم وآباؤكم عبر العروض الأجنبيّة المتلفزة ، فإنّي أعلم أنّ بيوتكم خالية من التلفاز منذ زمن بعيد ، فبدأ في خطف الأنفاس وعيونهم .
يتبع

 

إبراهيم امين مؤمن متصل الآن   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشأن رواية قنابل الثقوب السوداء إبراهيم امين مؤمن أبعاد الإعلام 6 11-12-2019 11:19 AM
قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل إبراهيم امين مؤمن أبعاد الإعلام 4 07-12-2019 01:07 AM


الساعة الآن 04:20 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.