هَلْ خَسِرْتَ رَأْسَكَ؟
هَلْ سَقَطْت مِنْكَ أَعْضَاؤُكَ وَ أَنْتِ تَرْكُضُ وَسَالَ مِنْهَا عَقْلُكَ؟
هَلْ تَدَلَّى مِنْهَا وَعْيُكَ؟
وَبِتِّ جَسَدًا مَدْهُونًا بِأَلَمٍ أَسْوَدَ وَبَضْعٌ ذِكْرَيَات مأفونة؟
هَلْ تَعَرَّفْتَ عَلَى اِنْعِكَاسِ رُوحِكَ؟
أَمْ هَذَا الشَّيْءُ الَّذِي يَحْفِرُ فِي وَجْهِكَ لَيْسَ سِوَى شَيَاطِين الريب الَّتِي تنأى عَنْ جيفة صَدْركَ؟
اُرْكُضْ يَا غَرِيبَ!
حَوَّلَكِ المِضْمَارُ فَاُرْكُضْ!
لَنْ تُنَبِّتَ لَكَ هَذِهِ الدُّنْيَا سِوَى مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَلَى جَبْهَتِكَ!
اُرْكُضْ يَا غَرِيبَ!
حَوَّلَكِ المِضْمَارُ فَاُرْكُضْ!
لَا وُحُوش هُنَا كَنَفْسِكَ!
لَا خَنَاجِرَ كَأَصَابِعِكَ!
وَلَا ثَعَابِينَ كَلِسَانِكَ!
اُرْكُضْ يَا غَرِيبَ!
حَوَّلَكِ المِضْمَارُ فَاُرْكُضْ!
لَنْ تُمْطِرَ لَكَ السَّمَاءَ لَا ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً ..
وَلِسِت نَبِيًّا لِتَعْرِفَ الغَيْبَ ..
حَسْبَكَ عِرْقَكَ لِتَغْرَقَ فِيهِ!
لَا حَمَائِمَ هُنَا وَلَا أَوْرَاقَ زَيْتُونٍ..
اُنْظُرْ حَوَلُكَ قَدْ تَشَبَّعَتْ هَذِهِ الأَرْضُ مِنْ الدِّمَاءِ حَتَّى تَقَيَّأَتْ قُبُورا..
وَ أَنْتَ تَقَفٍّ فَوْقَ أدِيمُهَا ملطخا بِالخَيْبَةِ وَ الأَلَمِ...
تنكَحُ الصَّدْمَةُ وَتُقَهْقِهُ عَلَى الإِنْسَانِيَّةِالَّتِي هُتِكَتْ فَ اِخْتَارَتْ المَوْتَ اِنْتِحَارًا عَلَى مسافح الغربان!