السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياتنا الاجتماعية مزيج من حياتنا الأخلاقية والنفسية . لن يستطيع أي شخص أن يعيش في وئام مع الآخرين مهما كان صغير السن . إلا إذا عاش في وئام مع نفسه قليلون هم الذين يُحسُّون بسعادتهم , ويقتنعون بما هم فيه من وئام مع أنفسهم , وكثيرون يقضون أياماً وليال طويلة داخل أسوار من الهموم, ينظرون إلى المستقبل نظرة كلها تشاؤم .
وهذه بعض القواعد التي تمهد لك الطريق إلى السعادة التي تعني الوئام مع النفس:
تقبل نتائج تصرفاتك قبولاً حسناً دون إحساس بالفشل مع الاستفادة من أخطائك والانصراف عن الندم على ما فاتك .
عِشْ في حاضرك, واسْعَ إلى مستقبلك دون أن تبكي على الماضي وسيلة للاعتراف بالأخطاء إنْ وُجِدَتْ, أو كي تتعلَّم منه دروساً لحاضرك ومستقبلك
تَخَلَّصْ من الحقد والكراهية, ذلك أنهما من أهم أسباب عدم الرضا عن النفس, فليس أشد من الحقد تدميراً لبهجة الحياة وليس أكثر من الكراهية هَدْماً لمقوِّمَات الحياة السعيدة . وتذكر دائماً أن الناس جميعاً لا يَضْمِرونَ لك إلاّ السعادة. ولا تكن مثل البعض الذين يَرَوْنَ في أقربِ الناس إليهم أعداءً لهم, وكارهَين ومحطِّمِين لسعادتهم .
كُنْ قانِعاً وراضياً بالله جَلَّ جلاله . وانظر إلى الأمام وابْتَسِم في مواجهة الصعاب والآلام والمتاعب , واسْعَدْ بأيامك مهما كنتَ مُثْقَلاً بالهموم, ففي ذلك راحةٌ لنفسك واستقرار لوجدانك, وهكذا تعيش سعيداً هانئ البال .
لا تكنْ مثل الذين يعيشون في إطار ضَيِّقٍ, دون أن يمتزجوا بالحياة الواسعة, إنهم يعيشون لأنفسهم ويقيسون كل شيء بمقياس جامدٍ دقيق تحكمه الأنانية وإنكار وجود الآخرين, ومن ثم فهم وحدة دائمة بعيداً عن أصدقائهم, لايُؤْمِنون بالتضحية ولا يعترفون بالوفاء . إنَّ هولاء يشعرون دائماً بالخوف والقلق, إذ أًنهم يعيشون في ذاتهم ولأنفسهم فقط , ولهذا تَعْمِيهم المادة عن الروح, وتُشْغِلُهم بريقُ الأشياء عن جوهرِها .
ودمتم بخير