عليك من الأطلال ما تستحق.. كأن الدهر دعا عليه
وحيدٌ والمساءُ إذا أدلَهمَّا
ثنائيانِ.. قدْ دَمَغاهُ همَّا
مِنَ الأطلالِ إذْ ينْزغهُ نزْغٌ
فلا (بعدٌ) يجيء وراءَ (إمَّا)
فـ نارُ الذِّكرياتِ لها أزيزٌ
كـ أزِّ المسلمينَ جحيمِ "بورما"
ستلدغهُ المواجعُ وهيَ تترا
كحيَّاتٍ مَلأنَ الجسمَ سُمَّا
وتغرقهُ المدامعُ كـ ابنِ نوحٍ
فلا جبلٌ إذا الطوفانُ عمَّا
.....
فمن يبكي؟ وسجِّيلُ المَآسي
تَصفُّحُهُ يزيدُ الفألَ شؤما
لماذا الحزنُ حينَ يُحبُّ قلباً
كما الكلبِ الوفيِّ يُحبُّ جمَّا
أتى الدُّنيا فغادرها أبوهُ
فبأسَ طفولةٍ تكتزُّ يُتما
وأكثرُ وخزةٍ تمشي ببطءٍ
منَ القدمينِ حتَّى الرأسِ.. لمَّا
يدقُّ الغيبُ بابَ البيتِ حتَّى
تقومَ فلا ترى في الصُّبحِ أُمَّا
وأنتَ على قماطٍ منْ حريرٍ
تنامُ على غناءِ الأمِّ دوما
وموطنُهُ.. قبيلَ دخولِ "كسرى"
يَمدُّ الأرضَ لو تحتاجُ غيما
غدا للموتِ والأشباحِ مأوى
وأصبحَ فوقَ ظهرِ الأرضِ لُغما
وآخرُ صهلةٍ ظلَّتْ لديهِ
ليعلنَ موتَهُ التَّاريخُ يوما
ومنزلهُ البسيط.. ودونَ ماءٍ
سيبلعهُ مريءُ البنكِ ظُلما
وإخوتُهُ الكبارُ.. أبى التَّداعي
يكونُ "إذا اشتكى" سَهَراً وحُمَّى
وأمُّ بناتهِ أكلتهُ لحماً
وألقتهُ بقبرِ الخُلعِ عظما
.....
يعزُّ على الصَّبابةِ أن تراهُ
بمحرقةِ الكآبةِ صارَ فحما
يُحدِّقُ في السَّماءِ لعلَّ غيباً
يُناولهُ منَ الأحلامِ حُلما
وينعِقُ كالغرابِ مَآل قومٍ
بصومعةِ التُّراثِ تغطُّ نوما
إذا انبجستْ منَ الظُّلماتِ نوراً
وللهِ نبيٌّ قادَ قوما
أتاهُ الأعورُ الدَّجالُ يسعى
ويتبعُهُ منَ الكهنوتِ كمَّا
هي الأصنامُ منْ طينٍ وتمرٍ
كساها السَّامريُّ دماً ولحما
ترى التَّقليدَ والتَّجديدَ عيني
هُما سُنمارُ والنُّعمانُ حتما
إذا يبني مِنَ الآياتِ صرْحاً
فمنْ أعلى طوابقهِ سَيُرمى
....
بكى حتَّى تغلفَهُ سوادٌ
فليسَ يرى بهذا الأفْقِ نجما
ويبدو.. عينُّهُ فُقئتْ دموعاً
وأصبحَ مثلَما الوطواطِ أعمى