أشــواك في رحــم الوفـــاء - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
الوعي المفاجئ (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 0 - )           »          "لا تكن خارج اللعبة" (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 3 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2884 - )           »          نصـــ.وصي (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 6 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 232 - )           »          #نهايات_لم_تحن (الكاتـب : أفراح الجامع - مشاركات : 122 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 101 - )           »          إهداء لـ"غيث" حسام المجلاد (الكاتـب : حسام المجلاد - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 6 - )           »          درس واحد !!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 5 - )           »          رماد الأجوبة ! (الكاتـب : نورة القحطاني - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 5 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-15-2015, 02:38 AM   #1
هدى سيلاوي
( كاتبة )

الصورة الرمزية هدى سيلاوي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

هدى سيلاوي سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي أشــواك في رحــم الوفـــاء


أشْــواك في رَحْــم الوَفَـــاء


على مدّ البصر..
ترعى أفانين الزهر بألوانها المرحة، و أشذاؤها العبقة الأرج و العبير الخلاب، يتضوّعن من نور الشمس الكمال.
و على مدّ السَحَر..
تتباهى عَذَارى الأُنوثة ، تتعشّق الرقّة مع تنسّمك عطرهن، و صخبهنّ اللذيذ ، كالنوّار الشّهي، و ورِقَهنّ الزّاهي، يأتلقن من السِحْر الجمال.


و ما أعجب الحال بين المدّين ..!
فإن كانت أُولاه" الزهور" تهاب خطف الأنامل الآتية لقطافها ، فقد كانت أُخْراه " العذارى" في لهف يرفل بالفرح، لمراسم قطافها!


و من بينهن كانت هي،،
تتوسّطهنّ كـ مَاسَة بين شَذَرات بلّور، تميس على الوجْد، كأجمل نساء الأرْض، و أبهى زهور الروض، تتمايل مع النسائم ،، و تحلّق بروحها الفتيّة مع الحمائم ، يغار منها نقاء الثلج ، و يكحّل عينيها شواطئ الحلم ، وعباب الغوص في غموض البحر العميق !
و يمخر الواله في براءة الطفل في قلبها، كما الدّحنون يرفّه الشهيد بدماء العطاء و الحب.


و حانت لحظة قطافها ، مُتولّفة بحريرها الأبيض، مخضّبة بخفر الحياء البض!
كانت متفرّدة..
فلاقت ألم القطف " بضمّة الود " ..!
وسارت في موكبها مختالة ، لكنها لم تكن أميرة!
و نصبت على عرشها ، و لكنها لم تكن متوّجة! و على الرغم..
ضمّت كلّ الألم.. " بضمّة الود" !
و تمضي الأيّام..
في كل واقع فيه معه، لها بصْمة، و مضت ترسم له بكلّ خطْوة بسمة، تفانت كالسماء بغيث لا ينقطع ، و تسامت بنقاء البياض، تُجلي كدر يومه بصفوة، و وهبت كالبحر فلا تنفد دررها، و تغنّت كالرّوض فلا يفنى رحيقها له!
بكل لمسة أزهرت نوّارة منوّرة، و في كلّ موجع طبّبت آلامه و أجبرت كسره ..!
فألفى نفسه بمملكة من سحر و نعيم مزدهر!
ثم حبتهما العطايا الإلهيّة، زمرّداً و ياقوتاً من خيرة الأطفال، فغردوا في الأعطاف فأبدعوا المقال ، و غُرسوا بالأخلاق فأحسنوا الخصال !
قد كبروا في مقلة عينيها، و رضعوا قُدسيّة طُهرها، و تربّوا على عرش قلبها..!
و لا زالت.. هي ،، كما هي..!
لكنّه هو..لمْ يكُن كما يمكن أن يكون هو!
و عقّدت الآمال أنّ كلّ شئ سيتغيّر، و سيغدو أحلى و أجمل أكثر.
لكنّها ما عاد عودها يقوى، و ذبلت أوراقها و ضمر ثمرها، و شكى مخزونها يشارف النفاذ، و لا هو بملقيه لها بزاد!
فبات حالها و أضحى قشيفاً، و القلب يعتوره غمّاً و ضيقاً، لكنها شيدّت مملكة الأحباب ، ولا زالت تتخطّر فيها كفراشة هنا و هناك، و تتقافز كغزالة لهيت وذاك، فأحبّها أبناؤها ، و ضمّتهم وشائج قلب واحد....إلا ذاك ؟
لم يستطع نورها اختراق جبله العصامي
و لم يدرك دفئها ذوبان جموده الجليدي
و لم يفلح سحرها لفك طلاسيم جحوده اللامتناهي!
فإستعبدها ، مكسورة الخاطر ،، أسيرة!
ليس لها صيت.. ولا ذكراً..
إلا توبيخ.. و الأشغال قسراً
تحت القمع و التهديد و النار!


و في كلّ عام ، تصافح المرآة ، تشهد ارتداف ذبولها ، و انطفاء لمعة الشقوة في عينيها،
و انكفاء العبث المشاكس في يديها!
لم تبْق سوى آثار سلاسل القيْد على قدميها، تذرع بعمرها لفجوة مظلمة تستنزف كلّ روح فيها، و تقتل كلّ حرية فكر تلتمع بها!

و في إحدى الليالي ..
في إكتمال البدر ،، تراءى لها بصيص نور، يبزغ من تحت باب محرّم، قد حُذّرت من الإقتراب منه ، فأستهواها و جذبها نحوه، ففتحته في وَجَل و ترقّب ، ثم وَلجته ...!
هالها النور المشرق على جنباته، و خمائل الورد و رفيف الزهر و تغريد الطير على تلاله و في سلّاته ، و سحرتها تلك الأُعطيات الرحبة ، و أدهشها حفاوة هذا العالم الحالم بدخولها!
و قبل أن تغادره و تعود ،،
كان هو متربّصاً لها على الباب، و عينيه تنظر شزراً و تقدح شرراً ، و يديه تلوّح غيّاً و شرّاً ! فغامت في دياجير:
( الظلمة و الظلم )
كلمتان .. أنّى تلاعبت بتشكيل حروفها ،
ما خرجت من وَيْلات جهنم ..!


حين أفاقت،،
وجدت نفسها في صحراء قاحلة، رمادية الضنك ،قارسة الجوع باردة!
حتى السماء تلبّدت بالغيوم ، تنذر بويل المآل و الثبور !
كانت وحيدة غريبة ، فلما أظلم الليل بدهمه و مدلهمّه ، فوجئت كم هي وحدتها رحيمة !
و ما للعيون المتربّصة بها و المترصدة لحركاتها ، تلتمع بالغدر و تنهش بالمكر ،، بلا رحمة ولا لأوآء ،،فإلتحفت بخيمة متهالكة ، و إنزوت عنْد صخْرة لا تستر حالها فضلاً عنها، و إنكمشت على نفسها، تنتحب لبارئها ، فغشتها سِنَة أمَنَـة و سكينة ، حتى أنبلج الفجر!


سارت في البيداء المترامي ، و صروح ممالكها تنصب و تقام في مخيّلتها كالسراب ، و ملائك الطهر في أطفالها تطوف في ربوعها المستهامِ ،،!
هُجّرت قَسْراً من وطن بنته بنفيس دموعها ، و شيدته بمتين ضلوعها ، فمضت لا تلوي على شئ في فلاة تشبه كل شئ إلا السكن!
كان القمر أنيسها في نكباتها المتتالية ، و ترسم على نوره الحالم كما بالماضي أبطال روايات العشق ، و إن كانت واهية ، ولا تملك لها الألوان ، فهاجت بها الذكرى ، و دأبت تحلم بالعودة ،، و الإياب المستحيل!
فلم يكابد إلتماسها و توسلاتها ، خاطر حسّه ليمنحها صكّ غفران!
ولم يشفع لها بذلها الغابر من ينبوعها الطاهر ، الذي اغتسلوا فيه من روحها ،، ولا تلك الأنامل التي أذفرت أوجاعهم بالمسك ،، و لا بذي الظهر منها الذي حمل أعتى صنوف الشقاء والقهر ، ليسمو بهم و يرتقي فيهم!
و لا بتلك البسمات التي نوّرت مسالكهم بالأمن ، و لا بذلك الحضن الذي احتواهم بعمق الهوى، و تفانيه الخالص لغد جميل لا مثيل له يعيش فيهم و لهم..!
كله مرّ سريعاً .. كله احترق!!
احترق كشريط صور مرّر على جذوة نار ساخرة! وبكل بساطة!!
أو كقبضة من قبس ،، سوّلته أنفسهم فقبضت النور من قلبها و عينيها ،، و تركتها تغيم على عمى!


هامت بوجهها على هامش التاريخ المرير ،،
وتوارت بظلّها من الهوان الحقير،، تدمي الأشواك كالنِبَل نواعم النُبْل في قدميها، و تواصل السير ، تغذّ الخُطى بدمائها !
و في مواضع الوفاء الأصيل ، غرست بذرة لا زالت مخبوءة في وجدانها الحيّ ، لتغدو زهرة مثمرة بالعزة و المجد و النصر ، ترويها من صافيَ دمعها النقي!


زهرة ،،
للقادمين من بعيد
للمحرومين
تروي قلوبهم المعنّاة بقِطر الشهد
و لحين قطافها....
تضمّ كعهدها ،،
تضمّ الألم برغم الإنكسار،،
" بضمّة ود "
" بضمّة حب "

 

التوقيع

دعـنــيأرســمـك قـلـب
أنـــا فـيـــه الـحُــبّ

هدى سيلاوي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.