حين اتخذتُ ذلك القرار كنتُ مفلساً أقنعني صديقي أنّ حياتي كلّها قد تتغير إن تزوجت تلك المقعدة، كنتُ مستعداً أن أضاجعَ أتاناً مقابل ألاً أدخل السجن، و أحظى بسكنٍ و سيارة، أقنعني صديقي أنّ الجميلات مكلفات و مادام لهذه المرأةِ مالٌ و دهليز، إشرب ويسكي مضاعف و أغمض عينيك و ضاجعها حتى تتعوّد..
تقربتُ منها حين طلبتُ أن توظفني في أحدِ محلاتها، في البداية لم أظهر اهتماماً، كانت خفيفة الظل لا يشعر الرجل بمرور الوقت و هو يحدّثها لكن يمكنه أن يتصورها أي شيء إلاّ زوجة! في عيد ميلادي التاسع و العشرين أهدتني عقداً ذهبياً تتدلى منه آية الكرسي، لم أشأ بيعه لأوفر مصروف الشراب بل رفضته كي تطمئن إليّ، قلتُ لها هدية رمزية تكفي، شعرتُ بها تتعلق بي يوماً بعد يوم، و حين طلبتُ يدها قيل لها إنّه ليس أكثر من طامع، لكنّها كذّبتهم و تزوجتني.
الزواج كان أصعب ممّا تخيلتُه، لعنتُ صديقي ألف مرة حين تعرّت أمامي، أصبحت أتقزز حتى من فكرة النومِ إلى جانبها،كثيراً ما زحَفت على الأرض لتعد لي الأكل، تغسل ثيابي و تكويها، تنزع الحذاء من قدمي إن عدت ثملاً، و تنقعهما في الماء الساخن و تغسلهما إصبعا إصبعا، منحتني أكثر من المال، رعاية لم أحظ بها حتى من أمّي، لكن عجزي عن حبها جعلني أكره نفسي كل يوم أكثر، طلّقتها و كي لا يعذبني ضميري أعدتُ لها كل ما قدمته لي، و رحلتُ هارباً إلى مدينةٍ أخرى، بعد سنتين التقيتُ بها عن طريق المصادفة فبصقت في وجهي حين انحنيتُ لأسلم عليها، قالت بعينين مجروحتين، أنّها بعد الطلاق بيوم فتحت حاسوبي و قرأت كل المحادثات بيني و بينَ صديقي عنها، فانسحبتُ متخاذلاً. بعدها ضاجعتُ كثيراً من الجميلات لكني لم أعرف منهنّ الحب، كنّ يفرغن جيوبي و يرحلن، بعدها لم أتعلم حتى كيف أحترمُ نفسي.