لستَ بحاجة إلى أن تذكرّني كلّ مرة أني لستُ جميلة و لا أعجبك !! أدركُ أني امرأة قبيحة .. تحملُ عيناي لونَ السوادِ و الموت، ووجهي تيهاً لا يمنحُ لملامحي هوية معيّنة و لا حتى شفتاي الجافتان تحملان قليلاً من الجاذبية، جسدي السمينُ يشعركَ بالتقزز كلّما باغتتني أغيّر ملابسي في غرفة نومنا، لم تقلها لي حرفياً أنتِ قبيحة و لكني أشاهدُ في عينيكَ خيبة أمل، جوعاً لامرأة لا تشبهني، أرى فيهما تذمراً صامتاً، و سخطاً على القدرِ الذي جمعكَ بي، لكن لماذا لا تكونُ عادلاً و تعترف أني ما كنتُ هكذا عندما كنتَ تلاحقني ككلب يسيلُ لعابه في شوارعِ المدينة !! كنتَ مستعداً لأن تغادرَ هذا العالم إن لم تسمع منّي (نعم) منذ ثلاثين سنة في حيّ تمّ هدمه و بناء آخر لا يشبهه لماذا لا تعترف أنّ حتى ملامحُ المدينة تغيّرت .. حتى أنت !
أنتَ ترى كلّ الخطوط حولَ عينيّ و فمي، و تلاحظُ أنّ يديّ ما عادتا ناعمتين، دون أن تقول لنفسك أنّ جسدي لم يذبل سوى لأني تفانيتُ بخدمتك، أحببتكَ حتى أهملتُني، و سرقتَ منّي العمرَ دون أن أدرك أني لم أكن لكَ كلّ هذا العمر سوى خادمة!
أنتَ تلاحظُ كلّ عيوبي و تخونني مع من هنّ بعمرِ بناتنا، دون أن تلاحظ عيوبكَ أنت، الشعرُ الذي تساقط من رأسك، أسنانكَ الصفراء بسبب القهوة و السجائر، بطنك المنتفخ كحبة بطيخ، رائحة إبطيكَ الكريهة، رائحة قدميك، شخيركَ الذي تعوّدتُ عليه على مضض، فرقعات الريح المدويّة و أنتَ نائم، لماذا و أنا نائمة إليكَ لا أفكّر بخيانتك كما تخونني ؟ أنتَ تعلمُ أنّي أستطيع ذلك و امرأة مثلي إن لم تكن بالجمالِ الذي تشتهيه فأنا بالذكّاءِ الذي لا يمكنكَ أن تجاريني فيه، بمقدوري أن أخطط لألفِ خيانة و خيانة، و لكنّي أفضلُ أن أكونَ كبيرةً في عيون أبنائي و أحفادي، على أن أركض خلفَ رغباتي أفضلُ أن أستمتعَ بخريفِ عمري ثمّ أمضي بسلام ....
أنتَ قبيحٌ جدّاً !! و قبحكَ الداخلي أسوأ بكثير من الذي يطفو على جسدك ...