[ اللَّبِنـة السابعة عشر][ عبدالرحيم فرغلي ]

[فاتن حسين]

وحدي هنا .. والمساء بلا وجوه ، أجلس على مكتبي كومة ذكريات ، رأسي المثقوب ينسى قصتنا في كوب الشاي البارد .. على الجدار التي تأوهت مائة مرة قبل قليل ، أتذكرّ الشجرة التي تسلقناها ذات جنون وقد أثمرت في داخلي عناقيد بكاء .. والطرقات التي تسكعنا فيها .. مُسخت كلاباً تنبح طيلة النهار ، هكذا هو الحب يا سلمى .. حين يشتهي معاقبتنا .. يوقظ فينا سُعار الذاكرة .

,
,
للمدينة طعم آخر..
,
,
و
لصمتك ضجيج لا يُحتمل .. يزرع حقولي التائهة بخمر معتق .. يسكر منه الهواء والوقت والنوافذ المشرعة والأبواب النائمة .. القمر اشدهم سكراً .. له هيئة كهف قديم تملأه الندوب ..
تاريخ التسجيل
08-31-2006
إجمالي المشاركات
1,342
****

عبدالرحيم فرغلي

أي هذيان هذا الذي اكتبه..؟؟


وأقبلتِ يا سلمى .. كجريمة تُغري بارتكابها لأظل حياتي كلها متهماً بتفاصيلها .. كسماء تدخل بين أضلعي وتُغرقني بمطر ، كتفاحة من روح .. ودماءها في ناظريّ ، كان قلبي رائعاً بك .. ودماء الحياة التي تسيل من مشيتك تصب فيه .. احترت معكِ يا سلمى .. كأنك مسكونة بالحروف .. فإن التقيتك نبعت في داخلي القصائد والنصوص ..

,,

اليوم .. مررتُ بذات المكان .. على مقعدينا عاشقان بلون الحياة .. يناولها ورقة لعلها قصيدة ممزوجة بالعطر وورق الريحان .. أتلمس يدي اليمنى لأطمأن على رسائلك القديمة .. وفي يدي اليسرى أتحسس حفنة من أربعاء .

,,,
,

الامتنان حفلة مطر .. وحدها ملامحك من تشرب البرق وتغني ، لسانك مزدحم بربيعِ ثرثار ..
,,
كم من مساء .. أسبلت عين القمر وهربت معك لجنائن الفكر والأدب .. تتسكعان على أرصفة المعاني هنا وهناك .. تشربان القهوة بروح نقاش مثير..
,,

الأوطان لا تموت لكنها تخون .. تكذب كالأمنيات الخائبة والأحلام الفاشلة .. تتلون كطريقي إليكِ .. عن يميني عرائس اللقاء وعن يساري جنائز الفراق .. وفي داخلي رجلٌ محتال .. يُقنعني أن بُعادنا أوهام .. ونبرات صوتك في أذني تزيد في الحجة والإقناع .

****


أتيتكَ بلا طريق .. لا شارع يقلني إليك ولا رصيف .. كنتُ أسير في ذكريات لقاءنا الأخير .. لم أزل أراك رجلاً من عطر .. تصطف القناني أمامه لتنال زكاته .. رجل صنعه المطر .. فيرتوي منه الوقت والمكان .. مشنوق أنت بالقلق .. يفتح الأبواب ليوصدها .. يتقافز كموج ولا شاطئ يدفئك...


,
عبدالرحيم فرغلي

كل عام وانت بخير