صرخة من أركان (بورما)

[محمود النبهاني]

يـا ليـلُ مـا للعشـق فيـك قـد انجلـى
والـقـلـب هاب عن الهوى أن يُسأَلا


والـدمـع لــم يــذرف لـفـقـد حبـيـيـةٍ
كـانــت بصدري رمـحــه المتغـلـغـلا


مكـنـت نفـسـي أن أداعـــب غـفــوة
فــي عـالـم الأمــوات كفّنـهـا الـبـلا


وغـدوت أشحـذ ومـضـةً فــي ليـلـة
مـن ظلمـة القبـر استعـارت مـنـزلا


هــل للهمــوم قيــودها وســجونـها
أم حـــرة تــهــوي الـعـبــاد تـحـلــلا


أم تلـك ذكــرى مــن عـزيـزٍ خـالـقٍ
والعـبـد فــي دنـيــاه حـتـمـا مبـتـلـى


أرضٌ بهـا التسبيـح للـرب انضـوت
فـي زمـرة الإسـلام والذكـر اعــتلى


وغـــدا دوي كـتــاب ربـــيَ جـوَهــا
نـفـحـاتـه تـنـســاب فــيـــه تـخــلــلا


حـتـى أتــى الحـقـد المـريـر لدينـهـا
مـن رجـس أوثـانٍ أتـت كــي تقـتـلا


وطـئــت مـعـاقـل أهـلـنـا وتـمــردت
قصدت دم الإسـلام مـن دون المـلا


والنهـر أحمـر يشتكـي مـن ظلمهـا
بدمـاء أهـل الـحـق أرهــق فامـتـلا


حـرقـت منـازلـهم و داسـت أرضهم
والذبـح فـي أجـسـادهـم قــد حُــلـِّلا


طـفــلٌ يـقــول ويستـغـيـث بـحـسـرة
أيـن الهـوا أيـن الــدوا أيــن الـكـلا


أركــان عــذرا إنـنــا فـــي ضعـفـنـا
لـم نقـو رفــع رؤوسـنـا و نـقـول لا


أركــان عـــذرا قـــد رأيـنــا جـنـدنـا
قــد هـــز خـصــرا للـغـنـاء وطـبــلا


أرَكــــان ألـهـتـنـا وسـادتـنــا فـــــلا
ديــن بـقـى والـفـرض فيـنـا عُـطـِّـلا


أركــــان ألـهـتـنـا مــوائــد بـطـنـنــا
والكـل فـي دنيـا الملاهـي قـد ســلا


أرَكــــان ألـهـانــا نـطـيــل بـنــاءنــا
وبنــاء هــذا الدين صــار مُــزلــزَلا


والمصــحف الهادي بــقى برفــوفنـا
وغـدت مســاعي الكـفر فيـنا مـنهلا


أركــــان ألـهـتـنـا خــلافـــات لــنـــا
حتـى غـدا وضـع المـساجد مخجـلا


والبـعـض هــمّ بــأن يمـجـد نـفـسـه
وبــــأن يـكـفـّـر غــيــره ويـضــلّــلا


أيـــن الصـحـابـة والأئــمــة إنــهــم
خاضوا البحار ومجدهم دومـا عـلا


لـبـوا الـنـداء ولــم يهـابـوا موتـهـم
و النصـر فـي الميـدان كـان مكـلـلا


يـا أهـل هــذا الجـيـل هــل بقلوبـكـم
طـمـث وهــل صــار الكــلام تخــيلا


هـل مـن يجيـب وهـل نعـيـد أمـانـة
أم صار فرض القانــتين مسـلسـلا


هــل تنظـــرون تــيتــما لــعيــالكــم
أم تـرتــجــون نســـاءكم لــترمـــلا


إخوانكـم قـــطَـع العــدو رؤوسـهــم
وسـبــا حـرائـرهـم وصــاح مـهـلــلا


قــد داس مصحفهـم وأعـــلى رايـــة
فـي بـورِمـا صــارت لـبـوذا معـقـلا


أركــان تبـكــي بالــدمــاء جريــحةً
والــكــل بـالـدنـيـا غـــــدا مـتـعـلــلا


يا صـيـحة المظـلـوم دوّي واسألي
هل أصبح السيف المحارب مـعولا


هـل أصبـح المـيـدان للأفـراح هـل
أضـحى جهاد النفس فيـنا مـهملا


يـارب وفـق أمــة الإســلام واجـ
ـعل دربـهــم نحـو الجـهاد مــذللا