زمزم العفو
يا خالقي طالت إليك دروبي
آتي إليك وفي يديّ ذنوبي
خذني إليك فليس لي درب سوى
عفو العظيم لعبده المغلوب
خذني لكل الحب قلبا صادقا
فلأنت في هذا الوجود حبيبي
لو أن لي سبعين قلبا عاشقا
لعشقت خلاقي بكل قلوبي
أنا من عصيتك في الخلا كم مرة
ولأنت ستار علي عيوبي
ها قد أتيتك والحياء يحيطني
وإليك يدفعني الهوى محبوبي
صرخت إليك حوائجي ومواجعي
وأتتك ساجدة إليك كروبي
تتناثر الآهات حولي ما لها
إلا فراتك مطفئا للهيبي
رباه يارباه أزجيها وديــــ
جور الدجى يحدو معي بنحيب
حتى النجوم بدت دموعا كلها
ومشاعري نحو العلا توحي بي
قلب الدياجي في فؤادي نابض
ووجيبه متناغم بوجيبي
فانداحت العبرات مني سجدا
لله ثم سجدت فوق نحيبي
رباه هذا نُوح روحي يلتقي
جوديَّه ألقي جبال الحوب
رباه إني مسني ضر وذا
لي عند بابك مشتكى أيوب
أنا قلب يونس إذ دعوتُ مناديا
من عمق ظلمة بطن نون خطوبي
ألمي كآلام المسيح فداوها
فالذنب علقني به بصليب
ربي تخذت الليل هذا كعبة
لأطوف حول مقامك المرهوب
كمقام إبراهيم إني واقف
بفؤاد أواب إليك منيب
والنفس هاجر تستغيث وترتجي
لتُسيل زمزم عفوك المسكوب
وسعيت من ذنبي لعفوك باكيا
لأعود أحمل من نداك نصيبي
..
.