أسرج خيلي بالشوق
وأعدو إلى عطرك مسرعة
وأبحث عن لمعان ضحكاتك في طيات الليل
بين خفايا الواقع و وضوح الخيال
توقف ركابي و انطلقت أجوب في غابات الذاكرة
كي أزرع لعمرك أشجار ألحاني الباسقة
و أعلو لك يا قمري لأعالي المدى
فأجد حولك سحابة تحاول حجب ضياك عني
و المسافات تضيع بي حاملة لي أحزانا على أكتاف الكلمات المتعبة
أناديك بهمس يرتد صداه في السماوات كافة
بهمسي الذي لا يسمعه إلا " أنت "
يا قمري
يا من تسكن في البعيد و أنت لروحي القريب
يا من تجلس متبسما للسماء التي تلفك بسوادها
أنا هنا أجري إليك بلهفة العمر ..
أرهقني طول السفر على خطوط السطور
و تعبت قدماي من الجري على حجارة الأنين
أنا هنا يا قمري أصعد على سلم الشوق
كي أصل إلى ذراعيك تحتضني
ومن ينبوع زهرك تسقي عطش قلبي
و الحب يتفجر بركانا لاهبا منهمرا إلى بحر عشقك
أنا هنا يا قمري مشتعلة بانتظار لمساتك الحانية
التي تروي أجفاني كلما أطبقت على صورتك بين أحضاني
متكئا برأسك على كتف هيامي الأبدي بك
أنا هنا أتحدى كل ساعات الضياع دونك
بحثا عن وجودي بين أضلعك
سابحة في جنون أمواجك الأسطورية
أنا هنا يا قمري
زرعتك في ثنايا روحي وردة يفوح عطرها للكون
لتزهر لي شفتاي بأجمل ابتسامة سميتها "أنت"
أنا هنا يا قمري فهل تبصرني من بين كل ما يدور حولك من نجمات بعيدة ؟
أم أني أنا في أحضانك نجمتك الوحيدة ؟