الوالي .. وحذاء لاعب الشطرنج
من قصص ونوادر العرب يروى: أن أحد الولاة مولع بلعبة الشطرنج وبارعاً فيها
لا يستطيع أن يهزمه أحد.
وبعد فترة أحس هذا الوالي بالملل من هزيمة كل من يقابله فأعلن إعلانا وزع على
عموم سكان القرية وهو: أن الوالي يقدم مكافئة لمن يستطيع أن يهزمه في الشطرنج
تتمثل بتزويجه أبنته وإعطاءه ولاية العهد، ومن لا يستطيع هزيمته تكون عقوبته القتل.
وتقدم مجموعة من الشباب لمباراة الوالي وهزمهم الوالي جميعاً وقتلوا.
وبعد فترة من الزمن تقدم شاب لمباراة الوالي وعندما علم الوالي بإصرار هذا
الشاب على مباراته سمح له وقبل البداية نزع الشاب الحذاء ووضعه على الكرسي
وجلس فوق الحذاء وبدأت المباراة كان الوالي يراقب حذاء الشاب والشاب يراقب أخطاء
الوالي في الشطرنج حتى تمكن من هزيمته.
قال الوالي: أيها الشاب هزمتني وأنا لا أهزم وستنال المكافئة كاملة ولكن سؤالي:
لماذا وضعت الحذاء فوق الكرسي وجلست فوقه؟ فرد الشاب: يا سيدي الوالي كل من
يلاعبك الشطرنج ينبهر بالقصر والتاج الذي تضعه على راسك أما أنا فوضعت حذائي
فوق الكرسي كي أسرق تفكيرك عن اللعبة وأوجهه نحو الحذاء ونجحت في ذلك
وهزمتك.
هذه القصة لم أوردها كوني حكواتي لأنني أكره الحكواتي سواء بأجر أو بدون أجر.
ولكنني تذكرتها عندما رأيت انشغال المجتمع بصراع التيارات المزعومة المكذوبة
التي شغلتهم عن حياتهم والتفكير بما هو صالح لهم وأتعبتهم بالركض خلفها فهذا
مؤيد لهذا التيار وهذا رافض لذلك التيار وهذا محارب لمن يؤمن بهذا التيار والعجب
العجاب.
والواقع يقول : أن هذه التيارات شبيهة بقتال إخواننا الفلسطينيين عندما توهموا
بوجود دولة واقتتلوا على رئاستها، كما أنها لم ترتقي لتكون تيارات حقيقية أو إلى
أن تقود إلى فكر أو تأسس فكر كما أنها عاجزة عن إصلاح نفسها فكيف يؤمل منها
أن تصلح حال أمة.
وإنني والله لا أراها إلا عوامل تأخير وإشغال أوجدها من أوجدها بهدف يشبه الهدف
من حذاء لاعب الشطرنج تماماً.
ختاماً: كل التيارات توافه إن جردت