للطفل الكبير {أمك ثم أمك ثم أمك }

[بدرية البدري]

أُغْمِضُ عينيّ كل مساءٍ فلا أسمعُ سوى طرقاتك على بابي لأستفيق لاهثةً مكتشفةً أنه لم يكن سوى مجرد حُلُم ..
لا أدري إن كان عمري يعني لك شيئا !
ما أرجوه ..
ألا يرزقكَ اللهُ بطفلٍ يكبرُ كثيراً حتى يغدو أكبر منك كأنتَ الآن ..

وأبْحث أبْحث عن عيونك
وأسْألك ..
يا كيف تنسى ؟
وجْه أمّك ..
صوتها الدافي وغصات الحنين ..
خبزها الأسمر/ عريش الياسمين
والدّفا ..
أرض وْمدينة لك تنادي
تنشدك يمكن تعود ..
وما تعود ..
وترجع اللهفة بعيوني ..
تحتضن وهم التلاقي ..
بْحلم عابر
أو مرور بْخافقي ف غمرة صلاتي ..
أو دعائي
وانت ما أمّنت لدروب الإياب
لاشتياقي ألف طارق
وانت قلبك ما فتح إلا لغياب
ظلّ يهدي خطوتي للريح ..
واحساس السراب
هييييــه ..
يا الطفل الكبير
صرت أكبر من حناني
صارت عْيوني حصار ..
وْحضني الدافي أناني
كم سنة مرّت
من جْحودك أعاني

كلّ ليلة أرفع عْيوني وأوسّدها النجوم
ـــــــــــــــــــــ وارسم دْروب اللقا لك واضحة بخطوط كفّي
وأسكب احساسي مطر يشتاق لأحضان الغيوم
ــــــــــــــــــــــــ ضمّتك كل الأراضي/ شيْ مثل حظني يوفّي ؟
يا الحنان إلي سلب عمري ولا وفّاه يوم
ــــــــــــــــــــــــــ أشتكيلك م الشّتا والبرد في بعدك يدفّي

يا مدامع ..
يا مدامع ..
ارحمي من ذلّ في حضن الموادع
رجّعيه لْأمّ ما ضمّت سواه
بعدها تفطر غيابه ..
بعدها ..
تعصر من الْحرقة ثيابه
خبّريه

ما ثمر غصن الوفا إلاّ اليباس
ــــــــــــــــــــــ يوم شدّ الظلم واختار الرحيل
خانني قلبي وغافلني وباس
ــــــــــــــــــــــ أرض ضمّت ظلّه وْنبتت نخيل
من خطف عيني وأعْماني وداس
ــــــــــــــــــــــــ كلّ زَرْع الْعمر والصبر الجميل

هروب اخير ..
مدري إذا باقي حزن أو للحزن أيّة مدى ...................
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ أدري بأن الموت أكبر من حدود المقدرة
خذك الغياب وْردّلي من بعد صوتك هالصدى .............
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ وأنده عليك ولا يجاوب غير رحمة ومغفرة