في قلبي الصغير شوق كبير عليه ,
لا يتجرأ على التبعثر حين يمّر النهار بي
وعندما أضع رأسي على وسادتي كأنما يثور فيضانه وأغرق فيه
تمارس الذاكرة التجديف وأتذكر ,
حينما كُنا عند شاطئ المدينة , كيف البحر يمتهن الصهيل بأمواجه
حينما كُنا في جوف السهر , والليل يتجرع غيرة من نور تشكل حولنا
حينما كُنا نهني الصباحات باسمينا ويكبر صدى التغريد
وحين كُنت أنسى أمي وأنت بالقرب أقرب
حين أرى وجهك وأنا أمام المرايا فأراك كل الناس
وكل الجموع الغفيرة أنت ..
أتحسس بلل الوسائد وأنوح بوجهي للضفة الأخرى
وأفوق إن الناس رحلوا , وأنت لازلت القريب البعيد
النائم في قلبي حين شوقي يتقافز حولك كشقاوة الأطفال
ولا يفعل الضجيج ما يفعل
لا تصحو لأنام ويجف عود الشوق الحاد
لا تتحرك لأرى منديل مخبوء في يدك التي تُسند رأسك
يمُنح استقرار
لا تفتح عينيك لعل المدينة الحزينة تستمد من بريقها اخضرار جديد
وأعود إليها ..
أدك صلابة الأرض عنوة لأريها من بصحبتي ,
ولكنك تغط في نومك
حتى أحدّ الشوق بمهدي أشبه بالكذبة الميتة
وأطبب على قلبي
نوم العوافي يا حبيبي .
سلمى الغانمي