[.. الفِرْدَوسْ ..]،.
نعمْ، اشتدَّ اللّهِيب بعدَ أنْ رُفِعَتْ تلكَ "الرِّسالة"،.!
:
:
نؤْمِنُ أنّ ليس "للظَّامئ في الأحلامِ وِرد"، و أنَّ أكثرهمْ تفانيًا أقربهُمْ لدينا عصيانًا،.
بهذا الإيمان كنَّا نفرِّقُ بينَ إحساس الخيبة و استجدَاء الحقيقة،.
نعقدُ معَ ظفائر الوقتِ صلحًا فيتمزق في نفسِ الوقت غِشاء الوطن المهتوك قهرًا.!
حديثٌ لَا يعرفُ إلَّا الجحيم مكبلًا لسان الشمس و هي خادرة مبتورة الحلم،.
و لَا يُسْمعُ منه إلّا خطايا الهزيمة و رمال تتنافس على ذرِّ أجزائهِ تجاهَ الأعينِ المملوءة ارتعاشًا،
محاولةً التوسل إلى ذاك البهتانِ بأنْ يتوقف.!
:
:
حضورٌ حاشد، و أكف اللعنةِ تضربُ القلب بحزنٍ كظيم.!
كان على الركنِ شيخ يستمعُ إلى تلك العقيدة الغارقة في شهوةِ الصلح الفاسد،
و يلتفتُ بدمعٍ إلى مساحاتٍ شاسعة ماتتْ تحت أقدامِ حلم أعور ،.!
سحقًا لما رميت به علينا من انهزامٍ شتتَّ الملهوف، و مزَّق المنفيّ في عرقِ الوجع،
سحقًا لمشيمةٍ حفظَتْ عليك روحك الممسوخة منهم.!
:
:
انتهى الحشدُ العاطفي، و أوجاعنَا تصيبُ الأرض بخاصرتها طعنًا بخنجرٍ مسموم،.!
انتهى الحشدُ المتصلب بآمالِنَا، و لا زالت رائحة الحلمِ تتلَاشى مع كل دقيقةٍ تدنينا من فاتحةِ "الإثنين"،.
::
هل سنسكن التاريخ قهرًا أمْ ستظل البقية أطلَالًا لحقٍ لمْ نسمعْ له قهقهة؟!
:
:
"فردوس"
بيني و بينكِ عواصفَ و ألف ألفَ حاجز، و لي فيكِ يا أمّ حسٌ يندرُ أنْ تجدي شبيهًا له،!
:
:
"فردوس"
حلمي المقدَّس أنتِ، و حقي الذي عشتُ دونه تمردًا و قهرًا.!
:
:
"فردوس"
رغم الأعراس المتكررة، و الأفواه الناطقة بكل محفل،
لم تنطوي بداخل حقائبهم فتظني بِأنَّا متشدقين لَا نملك إلّا عفن القول ،
إنّا أيتها الفردوس لا نبغي سبيلًا غيركِ، ما بعنا عرضكِ الطاهر برسالة،
و لم يركع لنا قلبٌ رغم هاماتنا القصيرة .!
:
:
يا أيها الفردوس الذي يعرفنا و نعشقه:
تعبتْ تلك الشهقات نحيبًا مرتعش،
و تنازعت الأرواح للقاءٍ بكِ ليصنْ عرضكِ من خدوشِ العُرَاة،!
:
:
يا أيها الفردوس:
سلَامٌ عليكَ إلى أنْ يهبَّ أبناؤك لنصرتك.!
جميله الراشد*