سَوْءَةُ وطَنْ .. ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 75379 - )           »          قَوقَعةُ التَّرامي ! (الكاتـب : عبدالله مصالحة - مشاركات : 554 - )           »          على السكين .. (الكاتـب : عبدالله السعيد - مشاركات : 2 - )           »          فج قلبي وداعه ..! (الكاتـب : ناصر حطاب الدهمشي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 5 - )           »          ( رسائل خاصة لبعض الأعضاء.. بالاسم ) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 48 - )           »          العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          (( وَشْوَشَة .. وَسْوَسَة ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 66 - )           »          لماذا يمنحك الصمت هيبة و تأثيرا ؟! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 2 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 40 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 4485 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-22-2011, 11:47 PM   #1
نبيل الفيفي
( يسمعُهُ الله )

الصورة الرمزية نبيل الفيفي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

نبيل الفيفي غير متواجد حاليا

افتراضي سَوْءَةُ وطَنْ .. !


كانت تجذبني مقولة أن الامطار ستُنزِلُ لي إخوَة / أخوات و كنتُ أنتظِرُها و أعلّق رأسي في السماء غارساً عيني في منابت غيمها علّها تجودُ لي بعدد قطراتها خيوط أنتماء تجتثّني من وحشة عدم الإرتباطِ بشيء ٍ يستحقّ السّفر منه / إليه _ لأنّ الإنسانَ يُنشِئُ علاقات ٍ داخليّة و يبني لها جسورَ وصل ٍ لا تتهدّم - . و بعدَ تودّد اللّيالي و خطبَتي لها : سوّرتُ عقلي و جعلتُ من نفسي قبّارا ً لِصوَر اعتُقِلَتْ ببروازٍ أسوَدْ مقدارُ فسحَة الإنتماء لهُنْ ( 4 * 6 ) , فتبرّأَتْ السّماء من قطراتِها و لفظتهُنّ بناتٍ كاسياتٍ عاريات أتينَ طَمَعاً في الذّاكرة ؛ لتَحتَظِنَ أجسادهنْ .. فاحسنتُ وفادتهُنْ حاثياً عليهنّ بتراب ٍ عُجِنَ بعَظمِ ترقوَةِ وَطنٍ بالي , داعيا ً اللّه أن لا يؤاخذني بئثمِهِن و لا يُبعَثنَ إليّ ساعَةَ ذِكِرْ . توالَتْ الأيّام و كأنّ لياليها تقطَعُ مِن لسانِ الطّفل ِ: كُلّما تشهّدَ بالوَطَن ساعَة نفي, فلَمْ تبقى لهُ سوى عينين تسرُقُ الحياة كما سَرَقَتْ ملامِحَ أمّه, فاكتَمَلَ بها رُغمَ أجسادِ الموتى الذين يسكنونَ عقلَهُ / صدرَهُ , إلاّ أنّ تِمثالَها حنّطَهُ بِهِ و لَمْ تَمُتْ ملامِحها , لأنّهُ اختصّهُا بروحٍ منه قبلَ أن يرتمي كلّ ليلَة ٍ بصَدرِها كطِفل ٍ تدلّتْ له عناقيدُ توتٍ : أبى أن يَمسَسْها و بيدهِ أوساخٌ تراكمَتْ حينَ أحسَنَ النيّه . فيتنفّسُ من أوردَتِهِ ليُخرِجَ الشّيطانَ من مجرى دَمِه و يغفي بعُمقِ حضنها , حيْثُ لا تلبَث أحلامه بابتلاعِهِ وهوَ مُستَجيرٌ بنَهديْها ليعبرَهُ الحُلُم أو ربّما يعبرُهُ واقِع _ حيثُ لا يَدري هل هوَ ميّتٌ أم يُنازِعْ !! كحائطٍ قَديمْ قـٌلِّدَ بمقولـة ِ : أنْ لا وَطَن .. غـدا ً .
فأضمّ أمي بقلب ٍ / عقل ٍ متّسِخ لَمْ يتبرّأْ بَعد من تُراب مقبرَةِ الذّاكِرَة حينها أتذكّرُ مقولـة, أوووه !! نسيتُ أنّ الـو ( ... ) ـن أذابَ اللّسانَ و استباحَ زَبَد الصّمْت مُستأثِراُ بضمير ٍ ميّتْ ) , تذكّرَ هوَ – أحد أبنائي المنفيّينَ بي - مقولة : جدّتِهِ وهي تحتوي بينَ ذراعيها ما بقيَ من حياة غيرُ آبِهَةٍ بئثمِهْ : ضُمّ إلى صدرِكَ من تُحِب مثنى و ثلاث و رُباع ملؤهُنّ وَطَن / بقاء ... ظَلّ مغروساً بشفاهِها .. حتّى امتدّت يدٌ مِنَ السّماءِ ذاتَ روحٍ اجتَثّتْهُ / كثّفَتْهُ / قاطَرَتْه.. و أستَرَقَ السّمعَ لتَمتَماَتَها في أذنَيْ الرّيح و هوَ شائمٌ بالهَزيمْ / أيْنَ ستهُبْ ؟ :
أنّ الوَطَنَ صغيرٌ بما يكفي ليُقنِعُكَ أنّ حضنَهُ فصِّلَ لكَ أنتَ .. فقَط , و الكائناتُ الاخرى ترمِقـُهُ بأطرافِ مُقَلِها و لا تَجِدُ لها موضِعا ! . و لَمْ يُخلَقْ المدعو وطَنْ إلاّ بحُضنٍ أجير استجارَ بهِ منّا يا آلَ نفي _ كبذرَة بلوط ارتاعَتْ من غرسِها بجانِبِ صبّارْ _ و كأنّ المُجيرَ يرى نفسَهُ الفردَ الصّمَد اللّذي لَمْ يَلِدْ ولَمْ يولَد إلاّ : ليكونَ المَلِكْ / الأجير / النّافي / وَ وَجهِ المنافِذْ . الوطنُ ليسَ صغيرا ً و لكنّ سَوئتَهُ بَدَتْ لنا وطَفِقَ يخصَفُ مِنْ ورق الغـَدِ !! ما زادَتْ رقعَةالزّيْف في زَمِّ الإنتماءِالكاذِب ليتيَقّنْ أنّ لَيْلَ الوَطَن المزعوم لا يواري لهثنا لغَرسِ نبتَة ٍفي جبينِهِ حتّى نُحشَرَ إلَيْهِ و نَحنُ مُستَظِلّينَ بها .
إلَيْكَ عنّي يا هَرِمْ فابنَتُكَ / الفكرة الخرساء راودَتني عن نفسي و أرادَتْ مُطارَحتي الوَطنيّة الموؤودَة في ذاكرَتِك المُهتَرِئَة و لكِنّني لم أنتَزِع ( شماغي ) / عِمامَتي رأفَةً بحالِكْ لأنّ الأفكارَ الموؤودَة ما تَبعَثُ برائِحَة ٍنَتِنَه فحذاري و الإقتراب , ودَع أصابِعَكَ تَلعَقُ العَلقَمَ فإنّها لن تذوقَ عَسَلَ جَبهَتي فجُلّ مساحَتِها عرَقُ مِنْ وَحلِ المنافِذِ .


تَحرّرْ / تُ غـدا ً حينَمـا بتَرتُ يَدَ أمّي بالأمْسِ جَبراً


































































رُبمـا !

 

نبيل الفيفي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.