هكــذا أصبحتُ غيـــري - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
رحلة يقظة (الكاتـب : ساره عبدالمنعم - مشاركات : 4 - )           »          شهيه مفتوحه (الكاتـب : أريام إبراهيم - آخر مشاركة : ساره عبدالمنعم - مشاركات : 1 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 99 - )           »          إهداء لـ"غيث" حسام المجلاد (الكاتـب : حسام المجلاد - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 5 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 579 - )           »          ليل تشرين (الكاتـب : عبدالله المالكي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )           »          1000 بيت 📝🏠 (الكاتـب : تفاصيل منسيه - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )           »          درس واحد !!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )           »          أتغير من أجل من أحب؟ لا أظن (الكاتـب : د. فريد ابراهيم - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 11 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4692 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-2011, 11:44 PM   #1
هاني النجار
( كاتب )

الصورة الرمزية هاني النجار

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

هاني النجار غير متواجد حاليا

افتراضي هكــذا أصبحتُ غيـــري




حائرة أصابعي بين حروف الأبجديات،
تحاول أن تستقي منها معنى آخر يقترب - ولو من بعيد - من تلك السراديب والكهوف التي تضرب نحو أعمق نقطة في قلب أضناه الفراق. تحاول الوصول إلى عبارات واضحة غير ملتبسة على الأفهام لعلها تتمكن من رقاب بضع حروف متراصة تترجم جيشاً من الأحاسيس المتضاربة، والمشاعر المتداخلة.
حائرة أصابعي، وأصعب منها حيرة عقل رسم - ولا يزال يرسم - قصوراً على متن الهواء، ولا يدري أي السبل سوف تفضي به إلى أبواب هذه القصور، وأيها سوف تلقي به على جرف الموبقات؟

فما أغرب أن يعود الإنسان إلى شواطيء الذكريات بعد رحلة جهيدة في دهاليز الموت ليكتشف أن كل حبة رمل في مكانها، وأن كل موضع حجر على حاله، لكن طيور النورس هاجرت هذه الشواطيء التي كانت يوماً عامرة بكل صنوف العمران، هادرة بأجمل معاني الحياة.

وإذا كانت بعض النفوس الجوانح تصبو إلى أرض الواقع كي تحتفر فيها أساسات مستقبل آخر غير ذلك المستقبل الذي تدفعه المجريات نحو حتمية الوقوع، فإن بعض النفوس الأخرى تجنح إلى خيال مُحال، وأحلام هى أقرب للفرار من الواقع الجهم منها إلى محاولة حصر هذه الأحلام في نطاق الممكن.

ولأن المشاعر والأحاسيس هى الشيء الوحيد الذي خلقه الله تعالى كي نمنحه للآخرين، وجعل البخل بها تحت أي مسمى أو ادعاء يورثها العطن، لذا فإن المنطق يقتضي البوح لا الكتمان، فماء البحيرة سكتنته الطحالب، وصار اجاجاً لا يُحتمل ... أو كاد.

إذن ففيما الغنيمة، ودار المقامة لا نُدركها إلا بالموت؟!
قرأتُ أن رجلاً أقسم ألا يبيت في الدنيا، فأوصوه بأن يبيت في السجن.
وقرأتُ أن الصدّيق يوسف عليه السلام كتب على بابه وهو خارجاً منه .. هذا قبر الأحياء، وشماتة الأعداء، وتجربة الأصدقاء.

وفيما الهموم والدنيا مجون؟ عبثاً ترسم منه الأقدار عجائب حين يحاول العقل المُفلس فهمها فإنه يذهل أمام أبسط هذه المقدرات.
الجد والهزل سواء، السعادة والشقاء سواء، الأمل والقنوط سواء، الحِل والترحال سواء، الضحك والبكاء سواء، السجن والحرية سواء.
قالوا: كم مغبوط بنعمة هى داؤه .. ومرحوم من داء هو شفاؤه.

لا فرق بين النحيب والقهقهة، بين الغنى والفاقة، بين السمو والدناءة، بين الإقبال والإدبار.
وما من شيء يحمل الإنسان على أن يحفل بوجوده أو فناؤه ما دام العدل كالغيّ، والحق كالباطل، والنور كالنار، والهدى كالضلال، في عالم يحمله الإنسان - ذلك المخلوق الضعيف - الذي انفصم عن اليقين بدعوى الاختيار لا الجبر، فظلم نفسه إنه كان ظلوماً جهولا حين نسى أن الظلمات لا تستوي بالنور، ولا الظل ولا الحرور، ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.

لكن آفة العلم أنه مثل الأحاسيس.. لغة عظيمة الثراء، تبحث دائماً عن أبجديات تترجمها دونما جدوى.
وهكذا أصبحت غيري..
هكذا علّقت كلمات محمود درويش على جدار قلبي ..

هل كان علينا أن نسقط من علو شاهق
ونرى دمنا على أيدينا
لندرك أننا لسنا ملائكة كما كنا نظن
هل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ
كي لا تبقى حقيقتنا عذراء
كم كذبنا حين قلنا نحن استثناء

لكني مازلتُ عالقاً في فخ اللغة، حائرة أصابعي بين حروفها، عاجزاً عن الوصول إلى مرفأ تهدأ ثائرة أحاسيسي الجارفة على رصيفه حتى لا أجدني مضطراً إلى حذف ما كتبت والركون إلى الصمت .. مثلما حدث كثيراً ساعة كان ينتابني شعوراً بغضب جامح يدفع بي إلى الإقرار بحقيقة مؤدها أن الإنسان هو بعض من النسيان.
والنسيان نعمة .. حتى لا يبقى الأموات حاضرين في ذاكرة الأحياء إلى ما شاء الله، فيحولون حياتهم إلى جحيم لا يُطاق.



 

هاني النجار غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:22 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.