..يمضي نحو عين السماء بخطى مرتبكة..يتراءى له بين الإسمنت والحديد فرشاة..ثم لوحة عارية..ترقد في الخلاء..وكانت السماء رمادية حين تدفق الدمع من شقوق البيوت..منهكا بالحزن..الحزن لا يطفئ هذا الدم ..الحزن لا يطفئ هذا الدمع ..وبدون أن يرى أبعد من السماء يلتقط الفرشاة مثلما يلتقط زهرة البنفسج..يمس برفق شديد الوجوه التي سقطت فجأة مجتمعة..كالأشجار والزهور..في لحظة كان صوت الآذان يمزق سكون الفجر...كانت الفرشاة ترتعش بين يديه...يدنو نحو اللوحة...رافعا بيده أغصان الزيتون... ومضة من نار.. .تناثرت في أجواء الحقل...يجمع شتات الدعاء..وغبارالحرائق .. وعلى وقع رجفة الروح ..يرسم غيمة تمطر سنابلا وألوانا ..