(1)
لغز
مدينة كانت آمنة قانعة بيسير يأتيها ،،، سمائها النقية تحلق فيها الأمنيات مع الغيم
لم تكن مدينةً كأي مدينة ،،، بأبعاد مختلفة ،،، مؤلفة بالحب ،،، تناضل بالحب ،،، تحيا بالحب
الطمأنينة ترفرف عليها ،،، فجأة اضطربت المدينة ،،، براءة كانت بها انقضت
عليها يد بيضاء في ظاهرها ،،، سوداء في أعماقها ،،، جرف الكثير من المختلف هذه المدينة
سمائها ملبدة بالسواد ،،،صفير البلابل تلاشى لم يعد يدوي بأرجائها سوى نعيق الغربان
أمانها استحال لاضطراب ،،، أضحت كياناً قلقاً مقلقلا ،،، عوضاً عن النورس بشواطئها باتت ملاذاً
لحطام السفن ،،، هدير الموج المتناغم كموسيقى عذبة لازال على حاله ،،، بيد أنها لم تعد وجهة للتنفس
،،، فهي تذكرهم بالموت ،،، تذكرهم بالتلاشي ،،، تذكرهم باللحظة الأولى لأفول السلام ،،،
زبد البحر لا يحمل الأرواح بسلام ،،، مثقلاً بالسواد المدلهم
قصائد المدينة
مدينتي تعزف
مدينتي تغني
مدينتي ترقص
مدينتي تحلق
مدينتي تسقط
لا شيء كالسابق
النجوم أدركها التمويه
القمر أصبح بلورةً معتمة
و لا تزال مدينتي تبحث عن السلام
تنتظر أن يمهلها الحق وقت آخر تتنفس مجدداً ،،،
يا لوجهها الكالح مكفهر الملامح ،،،
لم يعبأ سفير الخير كثيراً بجسدها الواهن ،،،
لم تعد اليد البيضاء لتمسح بالشفاء،،،
تقشفت سنوات طوال ،،،
العلقم تجره شوارعها الطويلة على ألسنة العابرين أرصفتها ممرغة بوحل ممزوج بسنوات القمع اللامرئي ،،،
تطرق جنباتها الآهات المستغفرة ،،،
تتنفس حوائطها أدعية تغص بها حناجر ساكنيها ،،،
ترقوة الوجع تعلو وتهبط وكل مرةً تزداد ارتفاعاً تعود مرتطمةً بالأرض
مدينتي
أنثى مكتملة
طعنات غدر اخترقت خاصرتها
صمت الضجيج وضجيج البكم
عبور نحو التكوين
مليئة بالحانات و تقرع أنخاب سرية
تبحث عن الاختلاف فكان الاختلاف مؤلم
مدينتي في مرحلة لم تعد تعرف ذاتها
شيطان أركز عصاه بقلبها
يخفق و خفقاتها
ينبض ونبضها
يخطط ،،، يرسم ،،،
مدينتي خائب رجائها
هذا المساء ترانيم الغياب تتلى على مسمع الشجاعة
ومحفلها الانتحاري أطاح بأجساد مبهمة
لغز مدينتي لم يحل ؟؟؟!!!!
تفصيل يحتاج لإتمام
آخر المشاركات
06-06-2011, 10:56 PM
][ ~ المدينة اللغز ~ ][
العرض الشجري