ت س ا ق ط و ا . . . !

[مَنَالْ أحْمَد]

ت

س
ا
ق
ط
و
ا

وهوَت مَع قاماتِهِم عِمَدٌ فارعة..
كدتُ أنحني مع عتمة رؤوسهم ؛ لكن يد الضوء رفعتني ورفعتني ..
وفي قمةٍ ما وقفتُ أراقبهم ... بلا رؤوس .!

كتفيّ نظيفة..
وبين أسوار صدري مساحة شاسعة بي..
ضاقت يوماً حين عثَّ في شوارعها وهم وجودهم..!
وهاهي الآن تنفضُ ساقيها وذراعيها لـ تعود كما وُلدت من رحمٍ أبيض ينحني فجراً ..
ويتسامى كل النهار بوجهٍ قمريٍ متلألئ .!

في كل غصة كانت تنموا الأسئلة ..
ولا تتَدلّى أغصانُهَا بأي إجابةٍ حَمْقَاء..

هذه المرة سأزرعها بصوتٌ [مُرتفع ] وسأغلفها بإجابات [ حتى وإن رَأَوها عقيمة ] لا تتذوقها ألسنتهم الجافة
.!

[ غصة أولى]
من يخبرني في أي تلةٍ صخريةٍ تغفوا السنابل ؟ ولما لا تمدُّ جسدها الذهبي باتجاه الحقل لـ يحصدها النخبة الذين يسقونها من دموع الليل فتتضاعفَ سبعون الف سنبلة تسدُّ رمق الشفاه وتغلّف بـ نِثَارها وجع شتائهم القارص.!؟ لما تشحٌّ بنسائمها على شلل التمتمات حتى أصابتها بالموت؟

[ استشفاء أول ]
علمتُ للتو أنها تقيم قرب كوكب بعيد لا يمتُ لـ الطبيعة بـ صلة و أن الماء في جداول تلك البساتين [ سخي ] لـ الحد الذي يغرقها كـ ماشيةٍ عجاف لم تعد جزيئاتها قابلة للارتواء.!
لـ الحد الذي تجهل فيه أن صرير تلك الشفاه يتحوّل إلى همسات ناعمة وترانيم خَضْرَاء تتغنى على وتر الشمس وتهدهِدُ النهار كـ قطرةِ ندى لا تشربها حرارة صيف الحقول.!
لـ الحد الذي يرعبها من مداعبات عشبة تنمو في كتف الأمل لـ تهدي الحياة بلا مقابل.!
وأعلمُ جيداُ أن [ الشوك] عدالة سوداء تتمدد من ألسنتهم لتنخر عظام البراعم المتهيئة للمضي تحت جلدها الطري..فتصيبه بلعنتها المتقرفصة كـ يرقة خديجة تقاوم شهقاتها لـ تتجاوز خط البداية ومن ثم تتعثر ولا تنهض .!
أعلم جيداً أن تلك السنابل تقيم في مناخ قطبي متصحر ..فقيرة التربة عارية الجذور. ولا تمر بها الريح لتحملها بمن يخبرني بذلك!

[غصة ثانية]

هل تمرُ بحناجرهم استفاقات الفجر.!
هل يرتلون الدموع عند مضيق شفقة.!؟ وهل تصطفُ بين أهدابهم همهمات الحزن والندم حين تخدشُ أظافرهم ركعة خاشعة متقوّسة في محراب طاهر.!؟

[استشفاء ثاني]
لا يدركون أنه إغتيال أناني عند استقامة واجبة..
تمرُّ على أغنياء الحي بيتاً بيتاً وتقيم عرساً تخضرُ في خيمات مراسيمه أغنيات لا تتسول العراء ولا تدق الطبول في هيبتها.ّ!
كل شيء يدّعي الاكتمال رغم الفجوات المتجلية في أثوابهم الصفراء..!
كل شيء يبدو متسامق وعنقه تطول ولا تنحني .,رغم تعدد الانكسارات وظهره المحدب الذي استفرغ عموده الفقري في بوتقة فقره القديمة.!
كل شيء يقيم له ألف باب حتى امتلأت جدرانهم بالأبواب وباتت لوحات شاسعة من الفراغ الذي يهرول سريعاً نحو هشاشة المدى في أبصارهم.!
ولا شيء يمسحُ عن نظاراتهم غشاء الظلام لتشرق الشمس كما تفعل في قلبي كل يوم.!
ولا شيء يزيل القطن من آذانهم ليستمع الأذان لمناجاتهم المركونة على رف الحاجة المؤقت.!
لا شيء يغفرُ زلة رفع أعناقهم وهدم محراب الصلاة الذي يبني نفسه بعيداً عنهم ..وهم لا يدركون.!
وهم هالكون.!

[غصة ثالثة]

هل يشعرون بالوطن يتقصى ضحكاات الأرض؟ وإن أقاموا مراسيم الخيانة على حدود غير مباحة..كيف تنطقُ شراهة التأنيب في ضمائرهم؟ وتلك الأخرى أما مازالت متصلة بفعل ناطق مرفوع صوته للسماء.!؟

[استشفاء ثالث]

ابتسمي فـ ذاك مُجرّد ريح عابرة من ظلال سافرة.!
إن الوطن قد سقط في بركة الخطيئة؛ ومغفرته الآن تتلعثُم تحت التواء مخاض ساعته طويلة العقارب ممسوحة الحواجز ومضاعفة الدهاليز..!
إن المطر لا يلجأ لـ صدرٍ أعوج..وأضلاع مرصوصة الجذوع ,ثابتة و تلثمُ ذرات الغبار عطشاً.!
من كلُ فجٍ عظيم يأتي الصوت [ أن أقيموا الصلاة ] في مناسك عثراتكم..!
وإن آتو الزكاة لـ يفطرُ الفقراء على صوم أنفاسكم الرثة.!
وإن مدّوا كفوفكم لـ شمس لـ استسقاء الضياء.!
وإن آتوا إبن السبيل ظهوركم لـ ترتقي نعوشكم فوق قامة مطلية بتهاليل الغيم وتراتيل العصافير المولودة في هجيع الليل.!
وإن غضوا بصر الليل عن حانات البكاء ضحكاً واستجدوا من حثيث آلامكم [ ملجأ آمن] ..تورق مضاجعكمُ سهاداً.!
أيا [ نبيذ السراب] ..قد أمتص اللحن الآتي من ناي قد نخرت حوافه بفعل دودة جائعة في فراغ مفعم يهياكل ممتلئة العث .. ضمارئكم ..!
فلا بريقٌ يقضُ ظلام صباحكم ولا أنتم عابرون.!

[ غصة عابرة] .!

قنديلهم [ كنائسٍ وأجراس ] ..وفي يومٍ واحد يرتدون الصلاة بجسد ثمل..ويُلبسون أقدامهم حذاء أبيض ويمضون..ورغم ذلك يتوسدون القبر سواداً..!
فكيف بمن يُقيم صلاته سوداء وأذانه مبحوح بفعل حنجرة سوداء, وجسده يقظ ويحيط به نبيذٌ [نجس] وأسود .!,
وأقدامه عارية الخطى وأحذيتها المركونة عن البوابات البعيدة أيضاً سوداء .!
هل ينتظره قبر قد أعلن استعداده لذاك الفج العميق من السواد؟

[ استشفاء عابر]

رحماك ربي..
ألبسْ يومي أردية بيضاء لا تزول.!

أُؤمنُ
[ الرماد تركلهُ النسائم فـ كيف بـ الريح ].!

إثبات ؛
[المعجزات لا تنتهي كما الصباحات في أعين المستيقظين.! ]

أخيراً آخراً.؛
جدلتُ مع صوتي الكثير من بتلات كنتُ قد جمعتها من بستان الشمس..
فـ نزَّ في جداوله ماءٌ زمزمي الريق يورثُ عطش [ قناعاتي] ارتواء..!
أحبال صوتي [ طرية ] مبتلة بي ومن صدري تنجبُ أنهاراً ممتدة في أراضي ستبقى ما بقيتُ خضراء..
تصغي لـ اصفرار أصواتهم والريح حين تقطع بخريفها المجنون [ أرحامهم ] المسرطنة بـ شعارات محشوة بـ [ فراغ ]..!

مواراة؛
شظاياهم كـ [ الحرث الخاطئ ] ؛

لا قمحَ هنا.!