هل بالفعل أخو الجهالة بالشقاوة ينعمُ ؟ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
!!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 159 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1780 - )           »          ما لا يمكن أن تكتبه الآلة: بين لهب الشعور وبرودة الشرارة! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          فواصل شعرية ( 3 ) العيد (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : خالد العلي - مشاركات : 17 - )           »          هلوسات شاعرة ..! (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 11 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 4484 - )           »          يوم عرفة (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          عِــنَـــاق ....! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 24 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : جليله ماجد - مشاركات : 75370 - )           »          ارتعاش في جوف الصمت. (الكاتـب : عُمق - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-24-2010, 05:09 PM   #1
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سميراميس غير متواجد حاليا

Wink هل بالفعل أخو الجهالة بالشقاوة ينعمُ ؟


* يقول المتنّبي :

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله و أخو الجهالة بالشقاوة ينعم

فهل العقل صوت للشقاءِ وسط النعيم ؟ و هل الجهل نعمة وسط الشقاء ؟
عندما نُطلق العنان للعقل و نتفكّر بكل ما يحيط بنا ، ( عقل ، ضمير ، حياة ، موت ، خلود ، طبيعة ...ألخ ) سنصاب بنزعة شكوكية تأملية لا تستند مطلقًا على ركيزة ـ إلا ما قد يتصل بثوابت البشر الدينية بالذات ـ بل أنها لا تسند نفسها لتستمر طويلاً ، و قد تتقلب و تتلوّن لأنها خاضعة للصيرورة المستمرة ، و وفقًا لهذا التغيير المستمر ستتغير الأراء و الثقافات و المعتقدات ، و سيشقى الإنسان لأنه غير مستتب و عقله لم يعد تلك الصفحة البيضاء التي كتبَ عليها أبائه السابقين تعاليم دينهم و محظورات مجتمعهم ، والتي ستبقى محفورة في عقله كما نقوش فرعونية سطّرت باللغة الهيروغليفية على تابوت ملك عظيم ..

الأشقياء كما نعتهم المتنبي هم الذين يعملون بالعقلِ ، و هم الذين لا يركنون لأساطير الأولين ، فأنْ يقتنع الشخص بالشقاء لجهله ، أو لنقل أن يتماهى مع الشقاء ، فهذا سيمنحهُ بطاقة رسمية يتجول بها بين قلاع و ممالك النعيم بكل أريحية و غفران . أمّا الذي يرفض هذا الشقاء ـ الوضع الراهن ـ فهو كمن يركل النعيم بيديه ، لأنه باختصار ثائر على هذا النعيم الذي لا ينعم به إلا الجهلة ..

و لدوستوفسكي وقفة أخرى في إنسانه الصرصار حيث كتب على لسان الإنسان الصرصار :
" أقسم أيها السادة أن شدة الإدراك مرض ـ مرض حقيقي خطر . إنَّ حياة الإنسان المألوفة لا تتطلب منهُ أكثر من إدراك الإنسان العادي ، أي نصف أو ربع الإدراك الذي يتمتع به الإنسان المثقف في هذا القرن التاسع عشر الكئيب .. ألخ "

وَ من الشقاء للمرض ينتقل بنا دوستوفيسكي ، فها هو يصف شدة الإدراك أو التبحّر في المعرفة و العقل بالمرض الخطير الذي يصنّف أولاً و أخيرًا أنه علّة ؟
و العلّة لابد لها من دواء ، فهل المعرفة شقاء ، و طبّها الجهالة ؟
و هل النعيم في بيئة موبوءة بالجهل نعيمًا ؟


أمّا رائد الثورة الفرنسية فولتير فقد تحدّث لنا عن قصة " الكاهن البرهمي صالح " الذي تمنّى " لو لم يُولد أبدًا ! "
فسأله : لِمَ ؟
فأجابهُ : " لأنني قضيتُ أربعين سنة في الدراسة و خسارة الوقت . . . أعتقدُ أنني مركّب من المادة ، و لكني لم اقدر على إقناع نفسي بحقيقة ذلك الذي يولد الفكر " كما أني جاهل تمامًا فيما إذا كان تفكيري مقدرة بسيطة كمقدرتي على المشي و الهضم أو إذا كنت أفكر برأسي بنفس الطريقة التي أمسك بها شيئًا بيدي . . . إني أتحدث كثيرًا و عندما أتحدث أبقى مبلبلاً مخجولاً بما قلت "
و لقد تحدّث فولتير بنفس اليوم مع امرأة عجوز تعيش بجوار ذلك البرهمي الصالح ، و سألها فيما إذا كانت مغمومة و مكتئبة لعدم فهمها لكيفية خلق نفسها ؟
و حدث أنها لم تُدرك حتى سؤاله لها ..
وَ قالت بعد ذلك : إنها لم تفكر بمثل هذه الأشياء التي بعذب فيها البرهمي الصالح نفسه ، و أنها لم تفكر فيها لحظة واحدة . أنها تعتقد اعتقادًا راسخًا من أعماق قلبها في تغير إله الهندوس ، و قالت : إنها جاءت بقليل من ماء النهر المقدس لتتوضأ به ، و تعتقد أنها أسعد إنسانة ..

و بعد هذا توجّه فيلسوفنا فولتير لفيسلوفه البرهمي الصالح و سأله قائلاً له :
ألا تشعر بالخجل من شقائك و بؤسك ، بينما تعيش امرأة عجوز على بعد خمسين ياردة منك ، لا تفكر بشيء و تعيش راضية ؟
أجابه قائلاً : " أنك على حق لقد قلت لنفسي ألف مرّة بأني لو كت جاهلاً كجارتي العجوز لكنت سعيدًا ، و مع ذلك فإن مثل هذه السعادة لا أريدها و لا أرغب بها "


بوجهة نظري الشخصية أقول أن البرهمي ترك أعظم الأثر في نفسي أكثر من أي شيء مضى ..
و حتى لو انتهت الفلسفة بشك تام مثل فلسفة مونتاني مثلاً ، فأنها أنبل شيء في الإنسان و أعظم تجربة له . و لنقنع بتقدم معتدل في المعرفة ، بدلاً من أن نُحيك أنظمة جديدة من وهمنا الكاذب ..
علينا أنْ نتعلم كيف نسأل ، ولا بأس بأن نخطئ في الإجابة على الأسئلة ، و لا مانع لو شقينا في العلم و المعرفة ، لكن ثقوا أن الأكثر شقاء من ذلك هو أن نتلقف الحقائق الأزلية و الآنيّة أيضًا و نبروزها في عقولنا و قلوبنا و نقصيها عن الزمن و مستجداته ، و ذلك فقط لكي ننعم وسط هذا الشقاء ، فطالما أننا خريجو معاهد جهالة مع مرتبة الشرف ، لنْ يكون لنا هدفًا إلا النعيم وسط الشقاء (:

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:12 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.