ذات شتاء , قررتِ الرحيل , وحينها عاتبها قائلا :
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أترحلين و هذا القلب أشلاءُ=والهم يسبح في عينيك و الماءُ
و الحزن ينسج في الآفاق أرديةً=كأنها، في روابي القلب ظلماءُ
أتقطنين خريفا ما له عبقٌ=و الزهر في الروض كم في الروض فيحاءُ؟
أتمنحين سفين البعد أشرعة ََ =و البعد كالموج لا يثنيه إرساءُ
أتكتبين حكايا بالمدى امتزجت=و تنثين .. أ لست اليوم قعساءُ؟
قد كنت كالنجم في أنواره ألقٌ=وتأفلين.. أ هذا الكون وضّاء ُ؟
أتطرقين كهذا الليل في غسقٍ=والنور كالشمس في عينيك لألاءُ؟!
فما لك الآن كالأطلال شاحبةٌ=أهدك اليوم تذكار و أنباءُ
أم غالك الحزن و يح الحزن من شجنٍ=قد طاف بالقلب و الأفراح خرساءُ
أين الجواب أما تشفين أسئلتي=ببعض ما أرتجي والرد إرواءُ ِ[/poem]
فأعلنتها مدوية ذات استسلام للدموع , :
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
دعني وحزني ولاتكثر معاتبتي=فالحزن دربي ودرب الحزن إعياءُ ِ[/poem]
فقال , :
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أتذرفين دموع الرد كالمطرِ =وتسحقين شموخي في ذرى السحرِ
وتصطفين من الأحزان أمكنةً=فتصطفيك جموع الهم والكدرِ
وتحجبين ضياء البسمة انطفأت=في أفقك المسكون بالزّهَرِ ِ[/poem]
عندها أجابت :
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
هل أنشد الهم يطوي غاسق الكدر=أم أنشد الحزن يخفي واضح الأثرِ
أم أرقب الفجر و الأجفان ناعسةٌ=قد سامها الهم بعض الضيم والسهرِ
هل أصحب الأنس في دنياي منكسراً=و السعد كالسقم يمضي شاحب الصور ِ
هل أزرع الورد في الأرجاء ساهمةًِ= و الحقل كالجدب فأين الري كالمطرِ ؟؟؟؟ ِ[/poem]
و عندها ... شرع يرنو للسماء الملبدة بالغيوم ... و تساقط المطر...!
