هرولة
لكنّها ليست مُؤكدة فدائماً ما أمتطي قوةُ صبري وأحرقُ بها طُرق الشتاتْ التي تمضي بي وتقولُ بأنّ لا نهاية
لا نهاية للأشياء المُعقدة التي أفكر بها كثيراً ويتلبسُني خوفُها عند النوم ، وجهي يبدو شاحباً في الركض ،
وجهي يقول أنه سيسقطُ قريباً هُنا وتطأهُ قدم أخي ،عيني التي ملأتُها بالبُكاء زمناً طويلاً سيضغطها الكعبُ وتفيضُ في هذا الإسفلت ببلاهه
ما هذه القدره القاسية التي خبئتَها تحت الخُشوع والتسابيح التي أراها تمضي إلى ألله في يدك و تبطشُ في حقي كثيراً
ما هذا الغباء الرجولي الذي يُلزمني على أن أُدفنَ في هذا السن الذي لا يصلحُ حتّى لأن أتمدد في قبر أعرافك وأنا أتنفسُ رغبةً وحياة .
الحياة مليئة بالبُكاء ، بالمرارة ، بالرغبة الكاذبة في الموت ،
الموت مليئٌ بالظُلمة بالوحده بالغيب والخوفُ من إحدى الخيارين
وأنا ..
أنا لا أعلم أينَ أمضي ، ليس لدي شجاعةُ الموت ، ودنو الحياة يضغطُ على أضلُعي بشراسه
أعقفُ جسدي على كآبتي في وسطِ هذا الليل و أحاول أن أدس في كل نجمة رغبتي في الانطِفاء
مثلها مثلُ رغبتي في أن أكون ذاكرة في عقلِ أحدهم أو نسياً في ماضٍ قد كان حافلاً بي، بوجعي بآخر الآمال و الأحلام التي أدت الى لا شيء .
آسَف كثيراً على المكوث الطويل في هذه العتمة ، فلا الفجرُ كان وافيا معي وأعتق عينيّ من الدوران بحثاً عن طريق النور الذي يؤدي إلى الله ولا قلبي ظل مؤمناً بطولِ هذا النفس المُتعب إلى آخره ..
عليه أن يهرول إذاً
يهرولُ في صعودهِ الى الأعلى ، وليريحني من هذا الخوف الطويل .