
جئت من مدينة حلم ..!
بينَ عينيكِ والوعد زهرتين ..
كتاب مفتوح للعشّاق ..
جئت في ذلك المساء
في عينيكِ غزل ارضي ..
في عينيكِ شموس ...
ينقذ ضوءها إلى القصيدة
برتقال ينضج مع بداية الشتاء
صار وجهك يأخذني ..
يقيدني ..
يحتضنني ..
يحملني إلى مدائنكِ المسيِجة
إلى صحاريكِ الشاسعة ..
تغتسل حروفكِ بماءٍ نقيّ ..
بوهج الشمس
صارت حروفكِ في عيني
وحراسكِ يحرسون المدينة ..
في ألف دفتر أرسم سحر عينيكِ
أؤرخ للمدى الملون بين النخيل والرمل
للحلم الآخر الذي أزهر في السماء
وتحت وسادتكِ العذراء
خبأت بعض كتاباتي
خبأت نجمةً للشروق
وأخرى لليلة الوداع
خبأت تغريد طائرٍ جريح
وعلى صفحة النهر
على أرواق الشجر الخريفي
كنتُ قد خبأت بعض صمتي
وقصيدتي الأخيرة
سيدتي .. ماذا يقول ثوبكِ للنخيل
حين تمرين بالحي ..
تحملين إلي رسالات مكتوبة بالضوء
مختصرة للزمان المتعجّل
في داخل عينيكِ أشياءٌ خائفة
بعض الحروف الزرقاء
مكتوبة هي قصائدكِ
على ورقة البحر
في سعة السماء
يشدني صمتكِ
تقيدني العصافير الراحلة
في حلمي بحيرات وماء
أشجار وطيور
في حلم سحر عينيكِ
قافيةٌ للشعر
قطر الندى
لذلك الحب الصامت
في صحارينا الأخرى
لذلك الذي
يحتضر بين القمر وعينيك
كنتُ بحراً
جزيرة لم تكتشف بعد
وكنت انحت اسمكِ
على شجر الليمون
وأمرّ أمام منزلك
وكنتِ أيضاً تمرين أمام منزلنا
لكننا لن نلتقي أبدا / لن نلتقي أبدا
أبدا