طاولَة وأربعةُ ضيوفْ,
أحَدهم أتَى ليحكيِ نكتَةً عثرَ عليها في طريقهِ إلى البُكاء’
الآخَرُ أتَى كيْ يشربَ دمعَةً عثرَ عليهاَ فيِ طريقهِ إلى الفرحْ,
الآخرْ أتَى كيِ يكتبَ فرحَةً عثرَ عليهاَ في طريقهِ إلىَ العزَاءْ,
ورابعهم أتَى كيِ يسمع ويرىَ ويقرأ ماَ يفعلهُ السابقُون !
جميعهمْ تخيّلُوا أن الزمانَ غيمَةٌ بيضاءْ,
تنجبُ المطرَ كيْ يتشرّد في شوارعِ السماء,
جميعهمِ وُلدُوا في خرقٍ باليَة , ونسُوا السؤالَ عن البطونِ التيِ أنجبتهمْ فهُم لاَ ينوونَ شكرها, ولاَ حتى البرّ بهاَ ...
تعلّمُوا عقوقَ الإنصاتْ والسمع والرؤيَة مُذ أحسُّوا أنَّ الدنياَ لا لونَ لهاَ سوىَ لونُ الريحِ المكدسَة في فمِ الخريف,
تعلّمُوا كيفَ يمشوُن علَى أوجاعهم دُون أحذيَة, حفاةً من جلودهمْ, فقطْ لأنَّ الوجعَ بالنسبة لهمْ محنةٌ تسلبُناَ قبل أنْ نفكّر بالتدثّر .. !
هم الآنَ أربعَةُ أصابعْ ليَدٍ بترَ الزمانُ خامسهاَ,
يحارُونَ فيِ أمر الفرَحْ والضحك والشبابِ الدائم والشرفاتِ المنعشة وكُوب الماء الذيِ يُسكبُ على قلبٍ غير مثقُوب !
لهذاَ تجمّعُوا في صمت حولَ طاولة صمّاءْ كيْ لا تسمعَ ماَ قد يقولونْ ...
واستمرُّوا فيِ الكتابة / الثرثرة / الإرتواءْ دُونَ أنْ تكون لهم القدرَة علَى الإحساس بتلك الأشياءْ !
تخيّلتُني مكانَهمْ,
وحيدَةً أقسمُ ظلّي أنصافًا كيْ يشاركني محنةَ العيشْ,
تخيّلتُني حول تلك الطاولَة أرقبُ حركةَ الشارع الخلفيّ في تساؤل مستمرّ : "متىَ سأسيرُ في هذا الزحامِ دُون أن أضيع؟"
[زَيْنَبْ]