فوضى شفاء !
سأثرثرُ كعادتِي دونَ وجودْ فجواتْ لِأصِلَ العالمَ بِيْ !
[1]
أشعرُ بأنِي أخوض فترة ماقبلْ الشفاءِ حينَ يبدأُ الجسدْ بتقيؤ مَا يكدِرُ عليهِ عافيتهْ فَيلقِي بمَا احتبسهُ خارجاً .
رئتاَيَ وجدتَا ثقوباً لِتسلُبهَا كَيْ تعودَ نشطةً وتتنفسَ خلايَا روحِي من جديدْ .
جُلُّ الثقوبْ رقعتُهَا دونَ قصد ، تذكرتُ الألمَ وأجبرتُ قلبِي على النبض !
[2]
رأيتهُ هوَ !
زالَ سوادُ الكراهية منْ فوهةِ قلبِي الذِيْ انصبَّ عليهْ
لم أسامحهُ ولكنِي لَا أحقدُ عليهْ ، بقلبِي بقايا ركامْ حبٍ غيرِ آثمْ ( غيرُ نادمهْ علىَ حبهِ )
ربمَا كانَ اختيارِي خاطئاً ولكنْ ليسَ دافعاً للندمْ .
هُوَ لَا يلتفتْ وأنا لم أعد أشعر بتأنيب الضميرْ جراءْ ضميري المتيقظ من سباتْ الألمْ
أظنُ الألمْ ألتهبَ بشدهْ حيثُ لمْ أعد أشعرْ بهِ .
[3]
النسيان فضيلةٌ نتحدثُ عنهَا ولكنْ لا نجرؤ على ارتكابهَا
حقيقةُ الواقعْ تفضحُ كذبتنَا العميقهْ ، نحنُ لا ننسَى ربمَا ندعِي ذلكْ ولكنْ فِي جيوبِ عقولنَا الخلفيه تظلُ
الذكرىَ قابعهْ والألمْ يترددُ باستمرارْ جيئةً وذهاباً .
حينَ أيقنتُ أنَ الصورةَ مائلهْ وكلُ شيءٍ واقعْ لا محالهْ حدثتنِي نفسِي بالمواجهه لم لاَ ؟! لم يعدْ هنَالك خسارهْ
لربمَا الإقدامُ على هكذَا خطوهْ يعيدُ شيئاً منِي لأتمسكَ بهْ وأعيدُ بنائِيْ من نقطةِ الصفر .
لن يتغيرَ الغدُ مالمْ أجرؤ على تغييرهْ ، والسماءْ ستظلُ زرقاء وَ إنْ لمْ أرهَا كذلك !
[4]
لم أجرؤْ على تدوينِ شيء منذُ مايقاربُ أسبوعاً ونصفْ ، أحجمتُ عن التنفسِ طولَ هذهِ المدهْ ! خرقتُ بذلكْ أحد قوانين الطبيعةِ
ولا زلتُ أقيمْ فوقَ الأرض ولكنْ كظلمةٍ ميتهْ جرداءْ تعيدُ استراقَ الوفاةِ
كلَ لحظهْ لتقنعَ ذاتهَا بأنَّ الألمَ زائلٌ وهوَ لا يزول .. لمَ لا نتنفس ؟!
[5]
تركنِي ولكنْ عكفتُ على الإحجامِ عنْ حبهِ منذُ بزوغِ أولَى علاماتِ انقشاعهْ . صدمنِي إعراضهُ
حتى بكيتْ .. لا أعلمُ حقاً لمَ بكيتْ ألأجلِ الـثلاث سنوات المنقضيه معهُ حيثُ كان " كلَ شيء "
أمْ لأنَّ عمريِ تناقصَ تراجعاً للخلفْ أمْ لأننِي طوعاً تركتهمْ لأجلهِ أمْ لأنَّ صبرِي عليهْ قادنِي للنهاية !
وَ هاهِي الأيامُ تمرْ أظنُ أننَا قاربنَا شهراً كاملاً على آخرِ لحظةٍ
مقضيهْ بيننا . عزمتُ بالأمسِ أن أطرح عليهِ تساؤلاً لسببٍ أجهلهْ :
" ماذا ستفعلْ إذا قالَ أحدهمْ أنهُ بحاجتكْ وقدْ كانَ يوماً فِي منزلةٍ لا يبلغهَا أيٌ كانْ ؟! "
ولكنْ حالتْ أشياءُ كثيره دونَ ذلكْ ففِي كلِ مره يجبرنِي شيءٌ ما على الإحجامْ عن نيتي .
أظنهُ سوءاً خالصاً صُرِفَ عنِي ْ.
الجمعة 3 / 4 / 1431 هـ