سأكتب لك عن حمامة سقطت ..
في بحر يدعى .. " السَّعْد " ..!
قالوا لها : " سَعِدَ يسعدُ سعادةً ..
و من جاور السعيد سعِد .. "
أخذت تقطف أوراق هذا الحلم من كل الأشواك ..
حتى انتهت بأن لم يبقَ لديها ما تمسك به الأحلام ..!
* * * *
لم تكن حمامة تعشق الأرض ..
معلَّقة في السماء دائما ..
حتى أصابها صياد شرير ..
يدعى : ( الوهم ) !
فتواضعت على غصن شجرة كثيفة ..
كل ما يبدو منها هو : الدم .. !
* * * *
سأحكي لك ..
عن ريشها الذي يبدو بلون الذهب حين تضحك ..
و الذي سرقه منها لصوص الجواهر ..
فاستعارت منهم شبح السواد ..
و حين اكتشفوا تنكرها ..
وجدوا لؤلؤا بجانب الذهب يحنو عليه .. !
* * * *
سأقول لك يا صديقي ..
ماذا تعني تلك الحمامة ..
حين تقول : رفيقي ..
و حين تدنو : حبيبي ..
و حين تهفو : صديقي ..!
* * * *
تلك الحمامة أنهكتها الطلقات ..
و غدا سكونها الاختباء ..
حتى جاء ما يسمونه " السَّعْد " ..
و نثر سَّعْدهُ عليها ..
كالعطر ..
فأصبح صديقها !
* * * *
سبحت في ذلك العطر ..
و اكتشفت أنها نَسَت ..
" لم تتعلم السباحة من قبل " ..
فشعرت بثقل نزيفها ..
و عادت على الغصن ..
* * * *
بريئة رقيقة تلك الحمامة ..
رَغِبَت أن تجعل ذاك العطر عطرها فقط ..
و ذاك السَّعْد مُلْكَها ..
و ذاك الوهم الذي يلوح في أفقها ..
زيفا و ليس سوى جزءا من شكِّها ..
* * * *
بدأت السماء في شمالها تحمَّر ..
و تنادي غربها للشمال ..
رَسَمَت لها العطور الشمالية ابتسامة تعبر عن الأسى ..
و غابت بعد أن أَسَرَت جزءا جميلا من نبضها ..
* * * *
و سأكمل لك غدا .. بإذن الله
يا من تسمعني ..
عن تلك الحمامة الضعيفة ..
كضعف حبَّات المطر الوحيدة ..
و هشَّة المظهر .. كالسماء تماما ..
!
لؤلؤة الروح ..