
يعيش الإنسان في مجرات مُتعددة الألوان كثيفة الأطياف كثيرة المفاجآت
يرتقي سروجها بـ عنجهية المُغامرة لما بعد الرضا ولأبعد منه
حيث شبق النفس يتعلق بـ كُل قطع اللازورد يفرز الشغف الغزير لـ ملاقاة الحظ الموالي لرغباته
الذي سيقوده لمزيد من ثراء الحاجات
فـ في يقظته يكدح لأجل ذلك وفي أثناء إغماضه يفترش حرائر حلم مُنمق
ولأنني أحتوي على بعض من هذا الإنسان
سـ أمتهن الشغب على ناصية الترف
وأغير ملامحه المرتبة بداخلي إلا فوضى قاسية
حيث تضيع الأمنيات الثمينة وتتوه فقاقيع المتعة عن مدارها
وتنكسر أقلام ملونة ترسمني فوق جدران العقل زهرة نرجس عُنصرية لـ لونها وعطرها وجذورها
فـ لدي بجانبها أقواس فارغة أحب أن أملأها بقلم رصاص يرسمني بتجرد
ويضع بجانبي نقطة تحد امتدادي.
سئمت الاستشعار وتقمص الوجع
أحتاج لتمرد ذاتي حتى أُبدل طعم الملل في زاد أيامي الحالمة جداً ..المتأملة.. الحاصلة على كُل ما تريد
أريد فقط أن أتلاشى من عالم كُله يُحفزني على الاندماج في طبقتي
إلى عالم أخر حيث لا أنتعل فيه كعب عالي
فـ أقدامي بحاجة ماسة لملامسة الطين وواخزات الحجر ولسعات الشوك
بحاجة إلى ماء يعجن طين الأرصفة بـ أصابعها
وإلى بقع شتى تجعلني أفركها جيداً وأتحسس خطواتي على أرض الواقع
فقط هي لحظات تَنَكُّر عن أشيائي
حتى أستطيع أن أذهب حيث هم أولئك البسطاء
الأقل مني أحلاماً تلامس السماء .. والأكثر مني مساساً لـجسد الحياة العاري
أريد أن أشعر بما يشعرون
أعيش كـ عيشهم المُختلف بمجمل أنماطه المُختصرة
المقتصرة على رغيف أغبر ورشفة ماء عكرة
ليس فقط لـِ أتضور جوعاً مثلهم إنما حتى يسعني أن أشعر بعظمة تحملهم
وكيفية قبولهم لـِ هكذا حياة سادة من غير أي إضافات تُغير نكهة حياتهم
هم فقراء مابين الفصول يتأرجحون على حافة الموت
بيوتهم بلا أسقف وأسوارهم متآكلة وأبوابهم تهجوها الريح كُل شتاء
وفي غمرة اللهب تذوب مفاتيح نوافذهم فـ كيف يستطيعون تحمل أشعة الشمس الحارقة المتمردة من تحت الظلال
تلاحقهم وتُنضِج جلودهم الممتلئة بـ صمت الماء في عروقها
إلى أي مدى سيعيشون نكرة في عالم مجنون لا يتذكر سوى البريق
ويتناسى كُل الكائنات المطفية على وجه الأرض
هل حقاً هم قنوعين لهذه الدرجة؟!
أم أن الأقدار أقنعتهم بأن الدنيا متعددة ليست كُلها لهم
إنما لهم بعض ما فيها ..أو أقل ما فيها.. أو أحياناً كثيرة لاشيء فيها
يا الله كم تهلكني هذه الرغبة العارمة
في استبدالي بـ أخرى تعيش ذات التجربة
وحتى أستطيع بعدها أن أُقدر قيمة البكاء
ومقدار الإنسانية المهدورة فوق بقاع الأرض
ربما يساور الكثير ذات الشعور
ربما الكثير لا يكفيه تخيل حجم المعاناة بداخلهم
ولا التعبير عن مصائبهم
ولكن هناك أسئلة مافتئت تضايقني منذ أن غرست أول حرف هنا
وحتى هذه اللحظة ؟..
إن نزلت من فوق سرجي منحدرة إليهم
أود إحساسهم ..معيشتهم..مأساتهم
فهل يقبلون بي؟
أم هل سأصبح دخيلة على أراضيهم ؟
هل سيزدرون مجيئي المُتنكر؟
[!]الإجابة تبقى في شفاه الفقراء[!]
!{