يطرق الباب بلطف ورهبة..يسير بخطى متعثرة..أمتار عديدة يقطعها حتى يصل للمكتب..
يبلع ما تبقى من ريق..ثم يخاطب الموظف بنبرة متهدجة:
- أتوسل إلى سعادتكم أن تنهوا معاملتي هذه...
لا يعيره أي اهتمام..تركيزه ينصب على (الكمبيوتر)الذي أمامه كل وقته..
تصطك ركبتاه..لا يحتمل وقوفا أطول..يهوي بجسده المنهك على أقرب مقعد..
يتساءل في ذات اللحظة بينه وبين نفسه:
’’لا بد أن يكون عمله خطيرا ومتعبا..كان الله في عونه’’..
أخذ يقلب بصره في أنحاء المكان:
الرخام اللامع ، الإضاءة الساطعة، أجهزة التكييف الهادرة، طقم (الكنب)الفاره...
يهم بالقيام ليبدأ مناورة أخرى..لكنه يلمح شاشة الحاسوب وقد غطتها أعداد من
ورق اللعب(الباصرة)!!.