عناء المشافي

[محمد إبراهيم العليوي]

تحية طيبة منذ فترة وجيز اصبت بمرض فذهبت لمشفى وهناك حدث ما حدث فكتبت فيها قصيدتي
احببت ان اشارككم بها دمتم بخير

جلستُ وقلبي يُحتَضر

أذابـَهُ ظُلـمُ البشـرْ


كم حارَ فِكري مُبحِـراً

يخشى سهامَ ذا القَدرْ

من عيني خار البصرْ
ودقَّ ناقوسُ الخطـرْ


إنَّ الطبيبَ قـد أتـى

ودمعُ عينـي ينهمـرْ

وذابَ جسمي والحشا

والقلب أرَّقـهُ الزجـرْ

الجسمُ بـات أعوجـاً

كنصفِ رمحٍ قد كُسِرْ

صدري يبوحُ ويختلـجْ

كجمرِ نـارٍ مُسْتعِـرْ

فارقتُ روحي لحظـةً

سماءُ باعدها المطـرْ

طال ارتقابي ساعـةً

دهرٌ تقادمـهُ المفـرْ

وحان وقـتُ دخلِونـَا

إنزال حملـي والكـدرْ

فبتْتُ ارقـبُ المكـان

القي بعينـيَّ النَّظـرْ


طبيـبـةٌ حكـيـمـةٌ
قالـت كـلامً مُعتبـَرْ

اذهَبْ فحللْ يـا فتـى

وكُنْ قوياً كالصخرْ

قلتُ انتهى عمري إذاً

جَهَّزتُ زادي للسفـرْ

قـالت رويـدكَ انتظـرْ

قلتُ الرحيـلَ لا مَفـرْ

حملتُ قلبـي بعدهَـا

وسرتُ نحو المختبـرْ

غارتْ دُموعي تـارةً

من وخز أذنابِ الإبرْ

حقَّاً شعـورٌ مؤلـمُ

ذاب اشتكى منه القمرْ

أبعدْتُ عن عيني الرُؤى

حملتُ مَتاعي والصُورْ

خرجـتُ وقلبي مبهـجٌ

ورودُ أعياها السهـرْ

يطيرُ يحلِّـقُ بالفضـا

نورٌ يشع كـالـدررْ

لا تبتئس يومـاً أبـدْ

العمـرُ قيـَّدهُ قـَـدرْ

اللهُ يقضي مـا أمـرْ
سبحانهُ هـوْ مُقتَـدِرْ


علِّق بحبـلِ وصالـِهِ

تكُن قمرْ فوقَ البشـرْ

اللهُ عـلَّـم عـبـدهُ

تسبيحهُ عَبـدهُ النظـرْ