
وَعِنْدَمَا أكْبَر ..
أُريْدُ أَنْ أُصْبِحَ طِفْلَةٌ .. وَأيُّ طِفْلَة ؟!
شَقيَّةً تُخَالِفُ الْسَائِدَ لِتُعرَف ..
مَشُوبَةً بِ اخْتِلَافٍ لِ غَايةٍ لَايَعيهَا إِلَّا عَقلُهَا الْصَغيْر الْذِيْ لَنْ يُحَاسِبهُ عَلَى جُنُونِهِ أَحَد ..
لِأَنَّهُ وَ بِكُلِّ بَسَاطَة مَملُوكٌ لِ طِفْلَة ..!
أُريُدنِيْ طِفْلَةً كَ الْشَمْسِ تُلْقِيْ بِ الضَوْءِ لِكُلِ عَابِر .. وَفيْ وَقْتٍ مَا تَمْنَحُ الْظِلَّ لِلأشْيَاء ..
فَيَكُونُ الْهَارِبُ مِنْهَا مُسْتَغِيثَاً بِملْجَأٍ لَمْ يَكُنْ لَوْلَاهَا .. فَهوَ يَرْحَلُ مِنْهَا إِليْهَا ..
عِنْدَمَا أَكبَر .. أُريدُ حُريَّةَ الْأطْفَالِ ..,
تِلْكَ الْتيْ تَمْنَحنِيْ الْضَوءَ الأخْضَرِ لِارْتِكَابِ الْجَرَائِمِ الْصَغِيرَة ..
كَ سَرِقَةِ مِحفَظَتِكَ الْمُتَوارِيَة خَلْفَ قُضْبَانِ أَضلُعِكَ .. فَقَطْ لِأَتَأكَدَ مِنْ وُجُودِ صُورَتِيْ فِيْ
الْجَيْبِ الْأَمَامِيْ ..
كَ إِرَاقَةِ كُؤوسَ الْعِشْقِ الْتِي يُغْرِينَكَ بِ شُرْبِهَا لِيَذهبْنَ بِقَلبِكَ عَنْ شَطَحَاتِ وَعْيي ..
أَوْ إِحْدَاثِ جَلَبَة مِنَ اللاشِيءْ , لِ يَلْتَفِتْ إليَّ صُدُودَكَ رُغْمَاً عَنْك ..
أُريْدُنِيْ طِفْلَةً عَنيْدَة .. لَايُخْضِعُهَا لِلنَوْمِ غُرُوبُ الْنُورِ ,
وَ لَا يُغرِيْهَا الْشُرُوقُ بِ الْاسْتِيقَاظِ ..
تُشَارِكُ الْعَصَافِيرَ الْتَحْلِيقِ فِيْ مَدَاراتِ الْمَدى .. وَتُشَارِكْهَا الْغِنَاء ..
تَعْبَثُ بِحَبَّاتِ الْمَطَرِ وَ تَغْرََقُ فِيْ لَذَّةٍ مُرْبِكَة دُونَ رَغْبَةٍ فِيْ الْنَجَاة ..
يُطْلِقُهَا الْنَسِيمُ أيْنَمَا اتَجَه وَهِيَ غَافِيَةٌ بِهُدُوووووءٍ عَلَى أُرجُوحتهَا ..
تَبْتَسِمُ وَ إِنْ عَلَا صَوتُ الْنَحيْب ..
تَصْرُخُ بَاكِيَةً وَ إِنْ عَانَقَت ضَحِكَاتُهُم جَسَدَ الْسَمَاء ..
تُمَرِّغُ شَفَتيْهَا بِ الْبُوظَةِ الْحَمْرَاء لِ تَطْبَعهَا عَلَى خَدِّ [ الْقَمَر ] ..
طِفْلَةٌ رغْمَ عِنَادِهَا وَ أَقْدَامِ الْشَقَاوَةِ الْ تُحَرّكهَا , رَهْنَ إِشَارَةٍ مِنْك ..
صَغِيرَةٌ أَمَامَ انعِكَاسِكَ فيْ عَيْنيْهَا ..
مُسْتَعِدَةٌ لِهَدْمِ بَيْتِ الْطِينِ الْذي شّيَّدَتْهُ لِسَاعَاتٍ عَلَى شَوَاطِئ الْحُلْم وهَجْرِ الْألْعَاب الْتيْ مَلَأتْ أَرْكَانَ غُرفَتِهَا
لِمُجَردِّ دَقْيقةٍ تَقْضِيهَا مَعْك ..!
,
لِيْ طَلَبٌ يَتيْم .. أُريدُ مِنْكَ تَبَنيِهِ .. كَمَا لَوْ كَانَ يَعْنِيك :
كُنْ مَعيْ عِندَمَا أَكبَر .. لِأَكُوْنَ طِفْلَةً بَيْنَ ذِرَاعِيْك ..!