الذي تسنى له أن يحضر الحفل الختامي لقناة رواسي حيث أعلنت نتائج مسابقة شاعر العرب الذي ترعاه القناة سيلحظ إلى أي حد تدنى مستوى جمهور الشعر،وقد كنا نعتقد أن مستوى الشعر هو الذي تدنى ،لكن الحقيقة التي كانت ماثلة للعيان أن هكذا جمهور لايستحق سوى هكذا شعر.
كنا في أمان الله جلوسا بعد أن تم تكريم من دعتهم القناة واحتفت بهم مشكورة من إعلاميين وشعراء ومواقع إلكترونية وغيرهم،وإذا بسيل عرمرم من العقل السود يتهادى على المسرح بمجرد أن أعلنت نتيجة المركز الثاني الذي لم يرضي جمهور الشاعر الثائر بشكل لم يكن لائقا البتّه،وبعد ثوان معدودة ترجمت تلك الثورة الزائفة واقعيا حين بدأ الهجوم الكاسح على المسرح وقبل أن تعلن النتائج كاملة،فكانت الكراسي كل ُ في اتجاه،والحضور وضيوف القناة في اتجاهات أخرى،يتساءلون عن سر تلك الهجمة الشرسة على المسرح،ويبحثون لهم عن مخارج آمنة ليأمنوا على أنفسهم من لكمة طائرة،أواعتداء غير محمود العواقب.
بقيت وزميلتي الشاعرة هنادي الجودر من البحرين،والمذيعة ومعدة البرامج في إذاعة الرياض فاطمة العنزي،والزميلة الشاعرة والإعلامية أصيلة السهيلي في أماكننا بعد أن طلب منا عدم المغادرة كي لانتعرض لأذى حتى تنتهي تلك المعمعة على المسرح وخارجه.
ولكنها ما انتهت مما اضطرنا للانتظار وقتا أطول لنغادر بعدها والدهشة تعلو الوجوه مما حدث،ولنطرح العديد من الأسئلة من المسئول عن ثقافة الجمهور؟من المسئول عن حماية الآخرين الذين تشاء الظروف أن يتواجدوا لسبب ما في مثل تلك المحافل؟وكيف يمكن بعد سنين طويلة من التكريس أن نغير ثقافة المتلقي،ونزرع فيه المقدرة على الحوار،وتفهم الآخر،وتقبل الأحداث والنتائج كما تأتي ومن ثم التحاور حولها،وهل حقا أن الخوف الحقيقي القادم على هذه المنطقة هو من انتشار وتفاقم ظاهرة القبيلة والقبلية والعصبية السوداء الممقوتة.؟
أسئلة كثيرة أظنها ستظل حبيسة أدراج عقول المثقفين الذين لاينظرون في مثل هذه الحالات إلا برؤاهم الخاصة التي يعجز عن فهمها حاذف عقال أو نعال كرمكم الله.