مدخل :
في البدء نطفة ونتدرج من حيوان أعمى سابحٌ في العتمة
بعشوائية يقترن ليكون إنساناً فيما بعد ..
ماذا لوبقي تائهاً ولم يُصادفها ليصطدم بها هل ستكون هناك
بدائل لحضورنا من العالم البعيد إلى هُنا .. !
ثم ماذا .. !
نبدأ نظرية الحياة على الفطرة ..
فبعد التهويد والتنصير و الأدلجة الإيمانية ..
تأتي البرمجة الداخلية فأنت كي تكون إنسان صالح
وكائن طيّب لابد أن تأخذ بمبدأ التسليم فكل ماكان لم يكن هناك
بإمكانية حدوث ماهو أفضل منه ..
لذا عليك أنت تكون قدريّ متصالح مع خيباتك ولا ترفضها
أو تعترض عليها لأنك خلقت هكذا بتوافق ربيعي أو صيفي
وكل الأشياء قابلة أن تتدخل في تشكيلك ..
إسمك / برجك / والديك / الآخرون / وطنك .. وحتى القمر والشمس عداك أنت !
ولا تنسى " من ضربك على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر "
وكل ذلك كي تبدوا جيداً .. !
المسحوقين في الأرض ،
لا تنسى الحياة تأتي بك وكثير عليك أن تتكفل بأدواتك البدائية
لتأكل وتشرب وتتناسل ثم تموت .. !
لا أثر ولا مؤثر ..
تنساك على كرسي وحيد في حديقة يتيمة
وقد تعيش انت وثلة من أولئك ممن يأتون الى الحياة بسبب
غلطك في الحساب لينضموا قبو يتكون من حجرة وحيدة
وفناء صغير تستخدمه لكل شيء وحتى لدفن الموتى .. !
وإياك أن تعترض يكفي انك تعيش ..
وتذكر " القناعة كنز لايفنى " !
لحظة :
تذكر أنه يفنى وأنك تفنى أيضا يغدونك بهذه الحكمة هم يقولون أنها حكمة
وينسون أن بعض القول يطيح بك الى عجز ,,
يوشوشون اذنك " وبماذا سنخرج منها رداءً أبيضاً بخيس الثمن "
وتصدق الكذبة وتعيش تدخر ثمنه كي لا تفُضح سوأتك !
هذا التعطيل للإرادة مقيت ومحبط ..
ماذا يعني أن تعيش على حافة قبر ترضع وجعك وحيداً
وكأنك مُعاقب على إنتمائك للحياة ..
هي الأخرى :
وجدتها تلقمه ثدياً جاف وتبكي ..
أقنعوها أن ظل رجل خير من فضيحة حرية وحياة
وربما البديل هو الأفضل .. !
قالت : ماذا أفعل القانون والحياة كلها معه ..
ومن أفترض أن القانون كذلك ..
لم نلزم مقاعدنا بعجزٍ أحمق
لنكون سُذج بمرتبة إنسان !
ريبة :
نتجاور بحكم الحياة والمكان
ولكنك تعد أصابعك بعد أن يصافحك أحدما ..
وتسير بفرحك متلصصاً خوفاً أن يكتشفه قريب منك
فيسلط عليك أشعته العينية
فتهرب السعادة ويموت الجنين في بطنك
وتحترق كفك .. !!
تتفاجأ حينما تستمع لشيء جميل
وتقرر أن تهديه أحد المتصلين معك في قائمتك
فجأءة ينتفض ويقسم لك أنه لا يستطيع أن يسمعه
لأنه ليس على جهازه .. !
وماذا يعني .. !
لكنك في نظره مفخخاً وربما كان إهداءك
ذريعة كي تتلصص على عاداته السرية .. !!!
لاشيء يستحق :
أيضاً ضوء رمادي ننظر إليه
ونلتزم الصمت فجأة نجد أن كل شيء مُلحد
الحياة / الآخرون / الكتابة .. !
ولكن دائماً ننسى أننا نستحق ..
فقط حين لا نتغذى على مفاهيم إستسلامية منهزمة
ونرضى أن يصفعنا الآخر حتى ترضى عنا السماء وتصفق الملائكة ..
مخرج :
ثق أنها ليست سوى ورده
وأنك حقاً تستحقها !!