اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال عبدالرحمن
و لكنّكِ كنتِ تحملينَ في اليدِ الاخرى بُشرى مخبّأةً خلفَ صوتِك , كتلكَ الّتي تلفُّ آدمَ بالمغفرة و تبلّلهُ بالجّنة ,
ثمَّ يأتيها حاسرِ الذَّنبِ مُستقيمَ الوجعِ , في كفّهِ أمنيةٌ و في الأُخرى آثارٌ لترابٍ أهالهُ على وجهِ الفجيعةِ انتظاراً لفقدٍ آخر و فراقٍ أخير .
أتُراها كانت حوّاءُ هُناكَ بذاتِ نقصِها المكتملِ بهِ / إليه , أم أنّها كانَت الفجيعةَ و حَسب !
كل ما علمتُهُ من هذا النّصّ/ل أنَ بعضي ارتدَّ إليَّ يردّدُ أشياءاً أُخرى لم يسبق أن شممتها على يديه و لا لامسَ بها بصري , أشياءاً تُشبهُ انجرارَ خطوَتي نحوَ الحزنِ بكلِّ ثقةٍ و اطمئنانٍ و أكثرَ من كلِّ مرّة , أشياءاً تُشبهُ طفلةً صغيرةً موبوءةَ الرّئةِ في صدري , تستنشقُ الفرحَ و لهفةَ اللّعبِ على صدرِ أبيها , ثمَّ يخنقها واقعُ البُعدِ و بعدُ الواقع .
و أنَّ عيداً ما انتبجَ في عنقي فوهَبني فرحةَ وريديَ بعدَ سُباتِ القلقِ و الوحدة , و أنَّ شلّالاتٍ من السّنابلِ تدفّقت على يدي , و غنّت لي و أعادتني مئةَ خيبةٍ إلى الوراء , حيثُ كنتُ أنا الأُخرى سُنبلةً خضراءَ تحملُ الأمل .
كلّ ما أعرفهُ أنّني لم أخرج من هُنا , و أنتِ الّتي تعلمينَ كيفَ تتلو الأسماءُ كلَّ الأشياءِ في حنجرتي , فلا تُبقي عُصفوراً واحداً يُخبِئهُ الشِّتاءُ لبكاءٍ / فرحٍ آخر !
|
وَأُناجيَكِ
..أنْ أخْطف ظلّي مِن جَيْبكِ
وَأهْرُب ..
.. لكَنكِ تُغْميني عليّ قبل الشَّمس
كَي أسترجعكِ ..
واللص الْمُظلم ..انتبذني عنكِ
وانتشلكِ بعيداً ..
بَعيداً ..
حيثُّ ’’وجهكِ يتوارد عليه
نَبْضي ’’
بعيداً ..
حيثُّ ’’ وجَهْي يتوارد عليه
نَبْضكِ ’’
بَعيداً ..
أتقلّص ..
ولا صَوتٌ دافءٌ يُرْخيني .
بَعيداً ..
وَأنا الْرَاكِضة بِالحياة
الْمُتزامنة بِ الموتِ
كَالْستائِر المُترفة بالنُّورِ
’’تَخْتَنق ’’..
وهِي مُكممّةٌ بيدِ
الْهَواء ..
بعيداً ..
كمسافة ’’ صدركِ ’’
وأمُي ..
وفَاطِمة ..
وَأصَابْعي التي ’’ تحبّس الْمَطر ’’ فيكِ
وَ ’’ تُصلّي ’’
لاتُخْرجِي يامَنال ..
وأنا التي أعلم كَيف أتلو كُل أشيائي
فِي حُنْجرتكِ
ولا أستعير الْصَوت ..
ولا أُبقي عَصفوراً واحداً
فِي قَلْبِي
إلا وصففت جناحهِ على
أمرٍ يُرضيكِ ..
