.jpg)
عبر روحك .. مطر القصيدة .. لوعة غيابك ،
ستمتليء الصفحات بنزف المداد !
يختلج قلبي ، وعلى شفاهي بسمة حزينة ، وأمضي في الفراغ ؛
ويبكي العمر صحاريك الصمت ،
أبحث عن صوتي القديم ؛ تلك التي كنتها ، وتتنهد الفصول !
كيف لي أن أكتب دون موّت ؟!
وكيف لي أن أحتضر دون وجع ؟!
وكيف لي أن أتكيء على الفواصل دون وجل ؟!
أحبكَ ياسيدي ..
كلمة توقفت في غصة الحلق فجف ريق الحرف ،
تكسرت أضلعي / تهتكت رئتي ؛
أحتاجكَ والقصيدة وبعض أكسجين ،
أرسلتُ كل عشقي صوبك ،
وعدتُ خالية الوفاض إلا من جروح قلبي ،
أعدّها .. وأخطيء العدّ ..
وأعاود الجري في مضمارك ويشتدّ نزفي !!
أُقيم قبالة الصبح .. أُنادي شموسك ،
يضّج كوّني بالرمادي ،
تحتشد اللغة في لحظتي ،
تتداخل الأشياء ،
أجدني خارجي .. أمشّط جدائل الوقت ،
وأتبعثر في مدى قصائدك ،
وأغيب في العتمة !
أطرق أبواب النهار .. وتصفعني شمس الحقيقة ،
وأستجير بمساراتك / دونك ،
ولاتغادر ليلي ،
أمضي في مجاهله ،
وأدهش من سطوتك على ذاكرتي ،
لك رائحة المطر / أغنية المطر / نشوة المطر .. رغم الغياب ،
تبلل جفاف روحي وتستنهض عروقي ،
فيحاورك نبضي وأقيم إحتفالية أبجديتي !
وأجدني في الشارع المقابل لبيتك ،
أنتظر شروع بابك ،
وأتطلّع إلى نافذتك ،
وأصلبني على عمود الإنارة مثلما اليوم والأمس والغد !
في موّتي حياة لك / لحروفي .. تنبت في داخلي رغم الجفاف،
لأهوي صوّبك ،
أقطف أبجديتي من عمق لغتك .. تتألق في مناخاتك ،
رغم جبروت طقسك وتيهي بيني وبينك !
غضضتَ الطرف عن شتاتي في مساراتك ،
لم أعد أحفل بي .. يتنامى وجدي ،
أفرّ من قسوتك ؛
أشطب صور عذاباتك من ذاكرتي ،
وأغمض عيني لأجدك في حلمي كما أُريد ،
وأبتهل أن لاتفارقني !
مجنونة ..
أتسرب مع نزفي ،
يقتلني الظمأ الجائر ،
ووهمي الكاذب ،
وأصدّقني .. حتى أعيش وأحلم بالآتي لأضمن بقائي على قيد الأبجدية ،
وأقرأ شهادة موتي ،
عبث / تيه / تلال من الصبر ترتجيك ،
ولاشي .. سوى أنا وشرودي العظيم ،
وأواسي بقايا دمي .. وأتلاشى !