في غفلة من الإنسان ..الشيطان يحدب على الطائر الأخرق , يطعمه كسرة خبث , يملي عليه وصايا اللاوعي وبين ذراعي حكايات اللاإنتماء يهدهده , ينام الطائر الأخرق مفترشاً الرواسب , يلتحف البثور .. الشيطان يولج في أحشاء الطائر يده , يجوس خلالها بحثاً عن بذرة متعفنة , نواة لنبتة شيطانية . و يجد ضالته , يُطعمها أفواه الدروب المعتمة , الموسومة بالصخب , نحو أمعاء حقول لا تعرف النماء , من بين تصحرات الجدب التي أفرزت رحماً ناريا ولدت جمرة , نبتة وحيدة منبوذة تحت غيمة مثقلة بالمطر الأسود .. حين رأى الشيطان غرسته التي نبتت في أرض لا توجد فيها مضادات سمادية قد تقيحت وحان حصاد خبثها ,أرسل الريح الغاضبة لتقتلعها وتلقي بها في الغابة الخضراء , لــ تعيش تلك النبتة حنظلة في حقل الزهور , متسلقة متطفلة , تلتف حول فروع الأشجار تخنقها ,تُفقدها القدرة على الرقص , تعبث بالجذور وتفسد التربة ,الغابة تحتضر , تكاد تلفظ أوراقها . الأغصان المتيبسة على قارعة الطريق تستجدي الانسان , تنتظر متى يصحومن غفوته .
ومازالت تنتظر ..
ابن المدينة / يوسف الحربي