للبحر يمم الحرف وجهه بعيدا عن الآخرين ، كانت لحظة هروب من ضعف يسكن شغاف القلب الباكية واكتفيت بالوقوف صمتا وحدادا على روحي المودعة أسلمت للريح بقايا كل شيء وأسلمت الروح للشجن .
كان الأمس قريبا وكان اللقاء منتظرا وكان الفرح على موعدٍ بالمغادرة !
لا جديد فهذا حال دائم وواقع لا بديل له ، طريق اعتادت أقدامي سيره ولا غربة لي بين أروقته ، لضمة الحزن تنهيدة تسكن صدري ورعشة تسلبني ما تبقى من سويعات .
صوب بحرنا بجوار مدينتي العتيقة أسلمت روحي داخل العمق منه كان استسلاما دون ضجر وكان قربا من النهاية طواعية وكان لغزا يتفتت مع آخر السطور .
بقلبي ندوب من فعل الزمن لازالت تحمل آثامها أيدي البشر وارتحلت نحو وهنٍ يسكن الأطراف ويثقب الذاكرة عند موجة تعزف غدرهم .
مسافة كبيرة ترسم خارطة الواقع وتكتب الغد برمادٍ محترق فيه الكثير من اسمي ونبضي والكثير من ذاتي ووجدي !
كانت الثواني محمومة بهم وكانت العين لا يسكنها سواهم وكان سبيلي ورود ذابلة تكتب النعي قبل ولادة النور ، غرابة وعجب لا يرسم إلا العجب !
لم يعد للهدوء مكان داخل مقلتي ، تحجرت وحفرت طريقها داخلي لترتمي بين الحرف والقلم منتحرة في مكان قصي عنك ، لا تحتاج إلا الأمان ولا تبحث إلا عن راحة ليست لديك ولست تملكها .
مؤلم أن تجد نفسك لعبة من المطاط يصفك الآخرون بالطيبة لتسقط هشا ً أمامهم ، يصلبوك بعد أن يسقطوا الهامة منك على مقصلة الإفاقة ، كم تشعر جرح الكرامة وكم تشعر وخز سخريتهم دهرا لتتلقفك سنان الوجع من أعلاك حتى النهاية .
لا عزاء لغياب الدمع فسياط الواقع لم تدع من مجال غير الوداع مع غياب القلوب ، عند غيابهم ! .